ما إن تسأل بحرينيا عن العيادة التي أجرت العملية الجراحية الناجحة لعينه وتخلص على إثرها من النظارة التي لسبب أو لآخر تُسبب تشوها للملامح العامة في الوجه، حتى يقفز مسرعا ويجيبك مفتخرا “دكتورة هيفاء”.
دكتورة هيفاء المحمود تلك المحرقية السنعة، وافاها الأجل المحتوم دون سابق إنذار أمس، لتجعل كل من عرفها يترحم عليها وينثر على جسدها الطاهر المشموم، ويستذكر بعضا من صفاتها العطرة التي تنم عن أصالة هذه البحرينية التي أعادت تصحيح البصر لمئات وربما لآلاف الناس.
تذكرت قصة النبي عيسى الذي منّ الله عليه بمعجزة إحياء الموتى، وأنا أرى كيف أن الله منّ على الدكتورة هيفاء موهبة إرجاع تصحيح البصر لأولئك الذين سلموا ما تبقى من بصر يسير لديهم تحت تصرف أجهزة المغفور لها المتطورة واثقين من قدرتها العجيبة على العلاج.
كانت كلمة “امي” التي كانت الطبيبة الأم تسمعني إياها بلهجتها المحرقية الموسيقية، في كل مرة أقصد مستشفاها بغرض المراجعة، تشعرني بالألفة وأنني محاط بأمي الحقيقية وليست طبيبة كانت تود فقط إفراغ جيبي من الأموال.
رحم الله الدكتورة هيفاء التي أحسبها في الجنة بإذن الله مع من تحب، وخالص تعازينا لعائلتها الكريمة.