العدد 4656
الأربعاء 14 يوليو 2021
banner
القرآن الزهري وخطاب الكراهية
الأربعاء 14 يوليو 2021

يعيش في الجمهورية الفرنسية عدد كبير من معتنقي الدين الإسلامي، يتراوح عددهم بحسب إحصائيات غير رسمية ما بين 5 - 6 ملايين نسمة، وهم بطبيعة الحال يساهمون في عكس ورسم صورة للمسلمين والإسلام بكل تصرفاتهم وأفكارهم.

ففي فرنسا العلمانية بالتحديد، نجد السجال حول الإسلام على أشده دائماً، فتارة ما يكون حول قوانين اللباس الإسلامي، وتارة حول منع طرق الذبح الحلال، وتارة أخرى حول حرية التعبير وانتقاد الإسلام، أمور أدت بالتأكيد لردود أفعال متفاوتة تراوحت بين الامتعاض دون إبداء أي رد فعل خارجي بغية التأقلم في المجتمع الفرنسي الليبرالي والاندماج فيه، وبين الاستنكار والذي يمكن أن يتصاعد ليصل لهجمات وأعمال إرهابية تعبيراً عن رفض المسلمين ما يعتبرونه إساءة للإسلام.

ميلا مراهقة فرنسية أهانت الدين الإسلامي بأقبح وأسوأ العبارات على أحد برامج التواصل الاجتماعي، وذلك رداً على شاب مسلم علق على حياتها الشخصية، ما فعلته ميلا أثار رد فعل كبير لدى شريحة كبيرة من المسلمين، حيث تعرضت لها للأسف مجموعة كبيرة من الشباب بالسب والقذف والتهديد والتحرش حتى أصبحت حياتها مهددة، فميلا لم تتمكن من القيام بأبسط تفاصيل حياتها كالذهاب للمدرسة بسبب ما تعرضت له من قبل هذه الفئة.

في بادرة مفاجئة اصطحب إمام المسجد الكبير في فرنسا نهاية الأسبوع الماضي الشابة ميلا في جولة بأنحاء المسجد في دعوة تجسد وتعكس واقع الإسلام وما يدعو إليه من سلام وتعايش ونبذ للكراهية والإرهاب بعيداً عما فعله هؤلاء الشباب الطائش والمغرر به، وكيف يمكن أن تكتشف التعاليم الصحيحة للإسلام الصحيح من خلال القرآن الذي أهداها الإمام نسخة وردية مترجمة للغة الفرنسية منه.

دعوة الإمام أثارت زوبعة كبيرة وسط المسلمين، فالكثير انتقد ما فعله حيث يعتقدون أن ذلك يعبر عن تساهل ولين تجاه المسيئين للإسلام، وهو ما يمكن أن يشجع شباب مثل ميلا على التعدي على الإسلام مستقبلا.

شخصياً أعتقد أن ما فعله الإمام هو الطريق الأمثل والأنجع اليوم في مواجهة الحروب البشعة ضد الإسلام، فتحكيم المنطق ومخاطبة العقول ودحض الحجة بالحجة يبقى الطريق الأقوم لنشر الإسلام وعكس معاينه الجليلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .