العدد 4644
الجمعة 02 يوليو 2021
banner
ما الخلفية التي دفعت إلى اختيار رئيسي لمنصب رئاسة الجمهورية؟ (1)
الجمعة 02 يوليو 2021

كان تولي خامنئي منصب رئاسة الجمهورية بين عشية وضحاها في عام 1989 نتيجة شيئين هما: مجزرة 30,000 سجين سياسي من المجاهدين والمناضلين في صيف عام 1988، والخوف من دخول مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني الإيراني فجأة داخل إيران بعد وفاة خميني.

ويمكننا الآن أيضًا القول إن تولي رئيسي منصب رئاسة الجمهورية جاء في نفس السياق نتيجة قتل أكثر من 300,000 فرد من المواطنين الإيرانيين في ألغام فيروس كورونا للحيلولة دون اندلاع الانتفاضة والإطاحة، والقدرة على تبني سياسة الانكماش وإغلاق الثغرات استعدادًا لمواجهة الشعب، لأن نظام الملالي يدرك أن تكرار خارطة طريق انتفاضة نوفمبر 2019 سيكون بلا شك على نطاق أوسع وسيسفر عن نتائج أكثر تدميرًا لنظام الملالي.

لهذا السبب، تدخَّل خامنئي في سيرك الانتخابات بكل قوته ليختار رئيسي من صناديق الاقتراع بطريقة مضللة تجنِّبه التعرض للوم، وبادر بإقصاء كل مَن توقَّع أنه قادر على منافسة رئيسي، كما تصدر المشهد قبل الانتخابات وقال إن عدم التصويت خطيئة كبرى مستشهدًا في ذلك بوصية خميني، كما أنه حشد السلطات الحكومية خلفه لإصدار الحكم الشرعي للتصويت، كما تصدر علم الهدى المشهد هو الآخر في ثوب المتحدث غير الرسمي لخامنئي، قائلًا: “إن معنى عدم تصويت أي شخص أنه يدعم مجاهدي خلق”.

بيد أن العالم بأسره رأى بأم عينيه نتيجة كل هذه الفتاوى وأحكامها الشرعية الصادرة من عقول الملالي والتي ما أنزل الله بها من سلطان، حيث كانت مقاطعة الانتخابات رائعة وواسعة النطاق، وكان الصدع داخل نظام الملالي عميقًا لدرجة أن خامنئي لم يستطع أن يعلن حتى عن أن 50 في المئة شاركوا في سيركه الانتخابي. وأعلنت المقاومة الإيرانية هذه المرة أن نسبة المشاركة في الانتخابات تقل عن 10 في المئة، استنادًا إلى الإحصاءات والتقديرات، والتي من بينها ما يعتمد على شهادة 1200 مراسل في جميع أنحاء إيران، إلى جانب 3500 مقطع فيديو يستحق الاستشهاد به، وتحتل الأصوات الباطلة المرتبة الثانية بعد أصوات رئيسي في نسبة الـ 10 في المئة المذكورة، فضلًا عن أن نسبة المشاركة التي أعلن عنها نظام الملالي نفسه وتقل عن 49 في المئة تشمل 4 ملايين صوت باطل. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية