قدم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الأسبوع الماضي إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن حول الأوضاع في اليمن، حيث تحدث عن ما يحدث على أرض الواقع وسبب فشل مهمته، وإن كان لم يشر لفشله اصطلاحاً وحاول تبرير ذلك بإلقاء اللوم على الأطراف المتنازعة عندما قال إن الوسيط ليس مسؤولا عن الحرب ولا السلام، ومسؤوليته تقتصر على تقديم السبل الكفيلة بإنهاء الحرب فقط.

المبعوث السابق أكد أن جماعة أنصار الله لن تقبل المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار إلا حسب شروطها والتي تقدم فيها تنفيذ مصالحها الاستراتيجية حتى على وقف إطلاق النار، بمعنى آخر أنها ستكمل الحرب وسفك الدماء في مأرب بينما الحكومة الشرعية تلبي مطالبها.

إضافة لذلك، حرص غريفيث على شكر المملكة العربية السعودية وأكد الجهود الكبيرة التي تقوم بها في دعم عملية السلام، كما أشاد بالجهود التي قامت بها سلطنة عمان خلال الفترة الماضية بعد أن حطت طائرة عمانية في مسقط للجلوس مع الحوثي في جلسة مفاوضات، وأوضح أنه مازال يحدوه الأمل بسماع نتائج إيجابية حول الوساطة العمانية رغم عودة الوفد العماني لعمان دون الإعلان عن أية تطورات إيجابية.

غريفيث تحدث بإسهاب حول الوضع في اليمن إلا أنه لم يأت بجديد في إحاطته الأخيرة التي توقعت أنها ستكون أكثر شفافية ومصداقية، فعلى الرغم من أنه شرح المعوقات التي واجهت تنفيذ المبادرة السعودية لم يشر صراحة لمسؤولية الحوثي، كما وعلى الرغم من أنه أشاد بالمملكة العربية السعودية إلا أنه لم يدن طهران رغم الإدانات الدولية الواسعة لها فيما يخص تدخلاتها ودعمها الحوثي وهو ما لا يخفى عليه وهو الذي كان في طهران قبيل أيام من الإحاطة الأخيرة.

يترك اليوم مارتن غريفيث منصبه والحرب مستمرة، وكي لا أنكر مجهوده بالتأكيد يحسب له اتفاق الحديدة وإن كان بحسب كلماته يعاني من الانتهاكات التي تهدد استمراريته، ولا أعلم إن كان المبعوث القادم سيتمكن من فعل أكثر مما فعله لكنني أجزم أن مهمته لن تكون أسهل مما كانت عليه مهمة غريفيث في ظل تعنت الحوثي المدعوم من طهران.