العدد 4622
الخميس 10 يونيو 2021
banner
البحرين ودبلوماسية اللقاحات
الخميس 10 يونيو 2021

مع بداية إعلان التوصل إلى لقاح لفيروس كوفيد 19، ظهر على الساحة الدولية مصطلح دبلوماسية اللقاح، وهو ما يعني في عمومه التعاون الدولي في مجالات إنتاج وتوزيع اللقاحات حول العالم.


فعلى الرغم من أن الجائحة تعتبر مشكلة صحية وإنسانية بأغلب أبعادها، إلا أن الجانب السياسي كان حاضراً بقوة منذ بداياتها، ذلك ما شهدناه عندما شنت الولايات المتحدة الأميركية حرباً ضروسا ضد الصين بعد ما ثبت أن بكين كانت مصدر الوباء، فالدافع السياسي كان حاضراً بقوة عند هجوم واشنطن على الصين آنذاك.


إنتاج اللقاح وتعدد الدول المنتجة أثبت قوة العلاقة بين السياسة والجائحة، خصوصا أن الدول المنتجة للقاح هي الأقطاب الكبرى مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، ذلك ما جعل اللقاحات قوة ناعمة لها تأثير في موازين القوى الدولية.


مملكة البحرين والتي دائماً ما اتبعت المدرسة المثالية من خلال الحفاظ على علاقات سياسية دبلوماسية متميزة مع جميع الفاعلين الدوليين استطاعت بكل اقتدار القيام بخطوات ساعدت على مواجهة الوباء، وعلى رأسها المشاركة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح سينوفارم الصيني، الأمر الذي ساهم في إنتاج هذا اللقاح، أما على صعيد توفير اللقاح وعلى عكس العديد من الدول التي لعبت مواقفها السياسية دورا في استيراد اللقاحات من دول معينة، استطاعت البحرين تأمين مختلف اللقاحات المرخصة من مختلف الدول دون أن تشكل التوجهات السياسية أية عقبة في ذلك، نظراً لتمتع المملكة بعلاقات متميزة مع جميع الفاعلين الدوليين، وفي خطوة متقدمة تحسب للدبلوماسية البحرينية توصلت المملكة لاتفاق لبناء مشروع لإنتاج لقاح سبوتنك الروسي في المملكة، خطوة تؤكد تميز السياسات البحرينية بشكل عام ودبلوماسيتها فيما يعرف بدبلوماسية اللقاح بشكل خاص.


عمل الدبلوماسية البحرينية في الجائحة لم يقتصر على مجال إنتاج اللقاح وتأمينه، بل امتد لكل مجال كانت للمملكة القدرة على العمل فيه دولياً، وما إرسال المساعدات للدول المتضررة كالهند وباكستان ابان ذروة الجائحة هناك إلا دليل على أن المملكة تتعامل مع الجائحة على المستوى الدولي بدبلوماسية تراعي فيها الجانب الإنساني دائماً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .