العدد 4612
الإثنين 31 مايو 2021
banner
حماس... وبروباغندا الانتصار
الإثنين 31 مايو 2021

أؤمن أشد الإيمان بأن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا حتى قطاع غزة، ولا تمتلك حق اتخاذ القرار باسم الفلسطينيين، وما زادني يقيناً بذلك سكان القطاع أنفسهم الذين ظهروا في مقابلات متلفزة على مختلف القنوات بعيد انتهاء حرب الـ 11 يوماً بين حماس وإسرائيل، والذين أجمعوا في مجملهم على عدم دعم حماس وتبرؤهم منها بل من جميع الأطياف السياسية الفلسطينية بدعوى تمثيلهم مصالحهم الشخصية والحزبية فقط دون الاكتراث بالشعب الفلسطيني ومطالبه.


حماس حاولت طمس وقائع ونتائج الأحداث الأخيرة بحملة واسعة وسلسلة من الاحتفالات فرحاً بما أسمته فوزاً وانتصارا، لكن بنظرة ومقارنة بسيطة جداً نرى أن الواقع والأرقام لا تعكس أبدًا تفوقا في الكفة الحمساوية لا من حيث الخسائر البشرية التي تجاوزت المئتي شهيد من الجانب الفلسطيني مقابل 12 قتيلا فقط من الجانب الإسرائيلي، ولا في الخسائر المادية التي تمثلت في تدمير آلاف البيوت والمباني والضرر الكبير في البنى التحتية في غزة مقابل خسائر تجارية مؤقتة تمثلت في وقف بعض الأنشطة الاقتصادية في إسرائيل.


وإذا ما كانت حماس ترى أن قبول إسرائيل الهدنة والتوصل لاتفاق إطلاق النار فوراً، فأعتقد أن حماس تعلم حق المعرفة أن هذا الاتفاق جاء نتيجة الضغوط الدولية الكبيرة ومساعي السلام الجبارة التي قامت بها العديد من الدول وعلى رأسها مصر، وهو ما ينفي تفوقا وانتصارا أتت به حماس.


حماس في ظاهر خوضها غمار حربها الأخيرة غيرة ودفاعا عن الأقصى، لكن في واقع الأمر رعونة مطلقة ومصالح حزبية، فهي لم تتسبب إلا في قتل وتهجير الفلسطينيين وخراب غزة، فتفوق تل أبيب العسكري المطلق واقع معروف للجميع ومن الحماقة أن تحاول حماس مجاراته.


لا أدعو بالتأكيد للاستسلام والتفريط بالحقوق الفلسطينية، لكن في نفس الوقت لا أرى في المواجهة العسكرية حلاً وهي التي دائماً ما رجحت إسرائيل وكبدت الفلسطينيين الخسائر الفادحة، لكن اعتماد السبل الدبلوماسية يبقى الخيار الأنجع والأمثل بالنسبة للفلسطينيين في ظل التفوق العسكري الإسرائيلي وما غير ذلك يبقى عبثاً في حياة وأرواح الفلسطينيين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية