العدد 4589
السبت 08 مايو 2021
banner
العمال ضحية لأبشع استغلال (2)
السبت 08 مايو 2021

الحقيقة أن الكلمات والجمل تعجز عن وصف أقصى درجات الاضطهاد والاستغلال الذي يمارسه نظام الملالي وأرباب العمل المنتمون له على طبقة العمال، خصوصا ملايين العمال غير الرسميين وتحت السلم.

وتأتي ضآلة دخل العمال وصعوبة معيشتهم في وقت يختلس فيه قادة نظام الملالي وزعماؤه ممتلكات الإيرانيين المضطهدين والعمال الكادحين، ولا يتعرض لهم أحد لمنعهم من ارتكاب جرائمهم القذرة، فضلًا عن أن هناك حالات من هذه السرقات والاختلاسات حتى ولو بشكل استثنائي في خضم صراع الزمر على نهب ممتلكات المواطنين ومن بينهم العمال المضطهدون، وكتبت صحيفة “شرق” الحكومية في هذا الصدد: “على الرغم من أن أجور العمال ودخولهم وصلت إلى ثمنْ ما كانت عليه في عام 2017 ولا يمر يوم دون أن نسمع خبرًا عن اختلاس المليارات من التومان من رأس المال، وفقدان ملايين الأطنان من الصلب والسلع الأخرى، بيد أنه لم تفكر حكومة الاعتدال ولا الحكومات السابقة في أية تدابير للنظر في أوضاع العمال”.

وفيما يتعلق بأبناء هؤلاء، قال محمد غرضي، وزير النفط الأسبق في نظام الملالي وأحد مؤسسي قوات حرس نظام الملالي المناهضة للشعب: “يعيش في أميركا 5000 شخص من أبناء المديرين في البلاد، وكل منهم سحب عدة ملايين من الدولارات وحملها معه إلى أميركا”. وقارن الحياة الأرستقراطية لأبناء الذوات بحياة أبناء الوطن المضطهدين، واصفًا إياهم بـ “المستوطنين”، قائلًا: “هناك 20 مليون شخص لا علاقة لهم بالحكومة، فلا هم من العمال ولا هم مؤمَّن عليهم، ولا عمل لهم، ونطلق عليهم نحن الأصفهانيون اسم “المستوطنين”، فماذا يجب أن يفعلوا عندما ترتفع أسعار الخبز؟”. (موقع “خبر فوري”، 20 أبريل 2021). هذه إحدى تداعيات الفساد السياسي والاقتصادي المؤسسي في نظام الملالي التي تسقط على أرواح غالبية أبناء الوطن المحرومين المضطهدين في إيران كالنمل الأبيض ويمتص السذج منهم مثل مصاصي الدماء.

وهذه هي الحالة التي وضعت غضب وكراهية العمال في نقطة متفجرة لدرجة أنه لا يمر يوم إلا ويحذر فيه عناصر نظام الملالي ووسائل إعلامه من الزمرتين؛ من هذا الخطر الذي يستهدف نظام الملالي بأكمله، لأنه من الواضح أنه إذا تحركت هذه القوة الضخمة، فسوف تكتسح في غمضة عين حكم ولاية الفقيه القذر المناهض للشعب. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية