العدد 4551
الأربعاء 31 مارس 2021
banner
هل يتحالف الشرق الأوسط مع الصين؟
الأربعاء 31 مارس 2021

يقوم وزير الخارجية الصيني وانغ يي بجولة لعدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، ومن الواضح أنه يحمل في طيات زيارته هذه العديد من الملفات والمبادرات والاتفاقيات التي من شأنها تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين بكين ودول المنطقة.

اللافت للانتباه أن بكين تحاول توطيد علاقتها بجميع الأطراف في المنطقة وتحييد نفسها عن الخلافات التي من الممكن أن تؤثر على علاقتها مع أية دولة في حال توطيد علاقتها مع أخرى تختلف معها، في ضوء ذلك حرص وزير الخارجية الصيني على زيارة طهران بعد أن زار الرياض، كما أن تقديمه المبادرة ذات الأهداف الخمسة التي تهدف من خلالها الصين لمعالجة العديد من قضايا الشرق الأوسط من أهمها الملف الفلسطيني الإسرائيلي والملف النووي الإيراني يجسد واقع رغبة الصين في تقديم نفسها للشرق الأوسط كحليف قوي ونزيه يمكن أن يقدم الأمن والسلام من خلال حلحلة الملفات الساخنة في هذه المنطقة.

لا يمكن قراءة التحركات الصينية اليوم في الشرق الأوسط دون ربطها ربطا مباشرا بصراعها مع الولايات المتحدة الأميركية، فالنزاع بين الدولتين مازال في أشده، فخسارة ترامب لا تعني أن العلاقات بين البلدين تحسنت في حين أن واقع الخلاف السياسي الساعي للهيمنة الدولية مازال قائماً، إضافة إلى ذلك فإن تخبط الإدارة الأميركية الجديدة ومحاولة إعادة تقويم الوضع في الشرق الأوسط دون مراعاة العديد من المحددات السياسية التي لا يمكن تجاهلها، فتح الباب بمصراعيه أمام الصين لتقدم نفسها كحليف بديل لواشنطن.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يمكن استبدال واشنطن بالتحالف مع بكين؟ أعتقد أنه من الصعب جداً تحويل البوصلة تماماً نحو الصين خصوصاً في ظل الإمكانيات العسكرية المتواضعة لها مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية، لكن تنويع سلة التحالفات مطلب مهم جداً خصوصاً مع تبدل مواقف واشنطن تجاه المنطقة مع كل رئيس أميركي جديد ما يجعل من تعزيز العلاقات مع جميع الأقطاب الدولية على أساس العلاقات الدبلوماسية المميزة والتعاون على جميع الأصعدة ضرورة ملحة في ظل النظام الدولي الحالي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية