العدد 4538
الخميس 18 مارس 2021
banner
اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا
الخميس 18 مارس 2021

في الذكرى الثانية للعمل الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا والمتمثل في هجوم على مسجد في مدينة كرايستشيرش، والذي أودى بحياة 51 من المصلين، دعت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي لاعتماد الخامس عشر من مارس من كل عام يوما دوليا لمكافحة الإسلاموفوبيا، وذلك بهدف نشر الوعي بالقيم الإسلامية الداعية للتسامح والتعايش وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي نشرتها وروجت لها الجماعات الراديكالية التي صورت الدين الإسلامي على أنه دين متطرف.

وكثيراً ما تراودني مجموعة من الأسئلة حيال موضوع الإسلاموفوبيا، هل فعلاً يعيش الغرب حالة من الخوف تجاه الإسلام، وما الأسباب التي أدت لذلك؟ وهل نحن ملزمون بالمبادرة بتصحيح هذه القناعات التي اعتنقتها الشعوب في الغرب تجاه الإسلام؟

الكثير منا يلقي اللوم على الجماعات الإرهابية ويتم تحميلها وزر انتشار الإسلاموفوبيا، حيث يعتبرون أن تلك الجماعات - مثل داعش والقاعدة وبوكو حرام - كانت لها اليد الطولى في رسم ملامح هذه الصورة من خلال عملياتها الإرهابية في الغرب، وبالتحديد في أكبر الدول الأوروبية، إذ شهدت العديد منها عمليات إرهابية قامت بها مجموعات تقوم بما تقوم به باسم الإسلام والمسلمين، وأعتقد بل أجزم بأن الكثير يقتات على ما يدعونه بالإسلاموفوبيا ولا يتمنى زوال هذه الصورة المغلوطة عن الإسلام، بل على العكس من ذلك فهم يساهمون في تغذية هذه الجماعات وتمويل هجماتها، بل إن كثيراً من التقارير والتحقيقات ذهبت إلى أن الدول الغربية ساهمت بشكل كبير في تشكيل هذه الجماعات، فمع تنامي أعداد المسلمين في الدول الغربية بات وجودهم أمر مزعج بالنسبة لحكوماتهم، خصوصا اليمينية والشعبوية، وأصبح تواجد المسلمين بصورة كبيرة يؤرقهم ويقض مضجعهم، إلا أنهم لا يستطيعون التعبير عن رفضهم المسلمين، حيث إن مبادئ حقوق الإنسان ورفض التمييز والعنصرية التي ينادون بها تتعارض مع ذلك، لذلك لم يجدوا سوى تصوير الإسلام على أنه ذلك الوحش الذي يهدد أمنهم القومي، وبذلك يستدرون تعاطف مجتمعاتهم ويحصلون على الشرعية القانونية لإقصاء المسلمين وتطويق الإسلام.

وعلى الرغم من أنني من أكبر المناهضين لنظرية المؤامرة إلا أنني لا أستطيع درء هذا التعبير عن واقع هذا الأمر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .