العدد 4536
الثلاثاء 16 مارس 2021
banner
وستبقى مأرب عصية على مآرب الحوثي
الثلاثاء 16 مارس 2021

مازالت جبهات القتال مشتعلة في اليمن، وبالتحديد في مأرب حيث يمني الحوثي النفس السيطرة عليها، وفي سبيل ذلك شنت المليشيات الإرهابية خلال الأيام الماضية سلسلة من الهجمات بغرض السيطرة على مأرب وإحكام سيطرتهم التامة على خيراتها، فلمأرب أهمية استراتيجية كبيرة كونها من أهم مدن الشمال اليمني، بالإضافة لغناها بالنفط والموارد الطبيعية الأخرى، فجماعة أنصار الله تسعى لأن تحقق فوزا مهما واستراتيجيا تنطلق في أية مفاوضات محتملة منه، خصوصاً في ظل ما يتعرض له الحوثي من ضغط أميركي ودولي، ذلك أن جماعة الحوثي أحرجت واشنطن التي هادنتها خلال الفترة الماضية وشطبت قرار الرئيس الأميركي السابق بوضعها على قوائم الإرهاب كبادرة حسن نية تجاهها، لكن الحوثي رد على تلك المبادرات بتصعيد عسكري من خلال الهجوم على مأرب وشن عمليات إرهابية ضد المملكة العربية السعودية، ما وضع واشنطن في موقف صعب ومحرج أجبرها على التنديد بالتصعيد العسكري للحوثي في مأرب ومطالبتها إياه بالانسحاب الفوري ووقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات.

من الواضح أن جماعة أنصار الله تسعى في التفاوض من منطلق محاولة التأكيد على قدراتها العسكرية والهجومية، وفي سبيل ذلك تستميت مليشيا الحوثي في القتال في مأرب وتكثيف عملياتها الإرهابية ضد المملكة حيث تحاول أن ترسم صورة تعكس قوتها لتستخدمها في أية مفاوضات قادمة في ظل سعي المبعوث الأميركي لليمن خلال الفترة الماضية لحلحلة القضية اليمنية، فهي تعتقد أن الظفر بمأرب سيجعلها في موضع المنتصر الذي سيفرض شروطه في التفاوض. تشكل مأرب اليوم منعطف طريق للقضية اليمنية ومن الصعب جداً بل من المستحيل أن تكسب جماعة الحوثي الرهان وتكسب القتال في مأرب، ذلك ما سيجعلها بالتأكيد في موقف لا تحسد عليه في ظل تزايد الضغوط عليها ومطالبة المجتمع الدولي بوقف تصعيدها السافر، فإما أن يوقف الحوثي القتال في مأرب حالاً أو يخسر ما كسبه من ميل وتعاطف أميركي خلال الفترة الماضية، والذي إن أحسن استغلاله من المحتمل أن يخرجه من هذه الحرب بأقل الأضرار الممكنة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .