+A
A-

سفيرة النوايا الحسنة خلود فرحان: العمل التطوعي في دمي

"وجه من العامة".. زاوية‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مبادرات‭ ‬لأشخاص‭ ‬في‭ ‬الظل‭.. ‬ملهمون‭.. ‬وبعيدون‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭

 

خلود‭ ‬عبدالله‭ ‬فرحان،‭ ‬امرأه‭ ‬بحرينية‭ ‬من‭ ‬المحرق،‭ ‬توجت‭ ‬بلقب‭ ‬سفيرة‭ ‬النوايا‭ ‬الحسنة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجمعية‭ ‬النرويجية‭ ‬للعدالة‭ ‬والسلام‭ ‬ومقرها‭ ‬في‭ ‬النرويج‭ ‬العام‭ ‬2020؛‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬توجزها‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬“وجه‭ ‬من‭ ‬العامة”‭ ‬والذي‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الكفاءات‭ ‬والمواهب‭ ‬البحرينية‭.‬

تقول‭ ‬خلود‭ ‬وهي‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬وأم‭ ‬لخمسة‭ ‬أولاد‭: ‬بأنها‭ ‬ومنذ‭ ‬صغرها‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬شغف‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المشاركات‭ ‬بالأعمال‭ ‬التطوعية،‭ ‬والبداية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تساعد‭ ‬المعلمات،‭ ‬وزميلاتها‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬وتعلق‭ ‬ضاحكة‭ ‬“كانت‭ ‬المعلمة‭ ‬اذا‭ ‬تطلب‭ ‬أحد‭ ‬يمسح‭ ‬السبورة،‭ ‬أتقدم‭ ‬أنا‭ ‬أول‭ ‬وحدة”‭. ‬وتضيف‭: ‬“كما‭ ‬كنت‭ ‬أساعد‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬تنظيف‭ ‬ساحات‭ ‬المدرسة،‭ ‬وأساعد‭ ‬زميلاتي‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬دروسهم‭ ‬وفي‭ ‬حل‭ ‬واجباتهم؛‭ ‬لأنني‭ ‬كنت‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬ومنذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظفاري‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وفي‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬للآخرين”‭. ‬وتوضح‭: ‬“بعد‭ ‬الزواج،‭ ‬مررت‭ ‬لسنوات‭ ‬عدة‭ ‬بفتور‭ ‬تجاه‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أعود‭ ‬اليه‭ ‬مجددا‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬شقيقي‭ ‬العام‭ ‬2013‭ ‬بمرض‭ ‬عضال،‭ ‬حيث‭ ‬أعادت‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬التطوعية‭ ‬في‭ ‬ثوابه‭ ‬رحمه‭ ‬الله”‭.‬

وتتابع‭ ‬خلود‭: ‬“البداية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬السنابل‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬البسيتين،‭ ‬حيث‭ ‬تطوعت‭ ‬لإعداد‭ ‬تنظيم‭ ‬فعالية‭ ‬عن‭ ‬يوم‭ ‬اليتيم،‭ ‬حيث‭ ‬كُلف‭ ‬كل‭ ‬متطوع‭ ‬بخمسة‭ ‬أطفال؛‭ ‬لكي‭ ‬يشاركهم‭ ‬اللعب‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬الحد،‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬انضممت‭ ‬لعضوية‭ ‬جمعية‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة،‭ ‬ودار‭ ‬المحرق‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين،‭ ‬فأصبحت‭ ‬بالأولى‭ ‬باحثة‭ ‬اجتماعية‭ ‬وأمينة‭ ‬سر‭ ‬لجنة‭ ‬المشاريع‭ ‬الخيرية،‭ ‬وفي‭ ‬الثانية‭ ‬مشرفة‭ ‬إدارية‭ ‬لكبار‭ ‬السن،‭ ‬لفترة‭ ‬تجاوزت‭ ‬السبع‭ ‬سنوات،‭ ‬كلها‭ ‬تطوعيا”‭.‬

وتكمل‭: ‬“بالرغم‭ ‬من‭ ‬الانشغالات‭ ‬التي‭ ‬يوجدها‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬عن‭ ‬الأسرة‭ ‬والأولاد،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬ملتزمة‭ ‬بذلك؛‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬دمي،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬وجدت‭ ‬تفهما‭ ‬ودعما‭ ‬من‭ ‬زوجي‭ ‬وأولادي،‭ ‬منهم‭ (‬شوق‭) ‬و‭(‬حصة‭) ‬اللتان‭ ‬وجدتا‭ ‬لنفسيهما‭ ‬مكانا‭ ‬بهذا‭ ‬المضمار‭ ‬الخيّر،‭ ‬وأنا‭ ‬فخورة‭ ‬بهما‭ ‬وبمساعدتهما‭ ‬الآخرين”‭.‬

من إحدى رحلات دار المحرق لرعاية الوالدين

وتمضي‭ ‬قائلة‭: ‬“أثناء‭ ‬حضوري‭ ‬لمؤتمر‭ ‬للجمعية‭ ‬النرويجية‭ ‬للعدالة‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬إمارة‭ ‬الشارقة‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬تقدمت‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬والمساعي‭ ‬بطريقة‭ ‬تطوعية،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلبهم،‭ ‬بعدها‭ ‬بفترة‭ ‬وجيزة،‭ ‬تم‭ ‬اختياري‭ ‬كسفيرة‭ ‬للنوايا‭ ‬الحسنة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬أفرحني‭ ‬وأوجد‭ ‬بداخلي‭ ‬التقدير”‭.‬

وتردف‭: ‬“كما‭ ‬تم‭ ‬اختياري‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬كسفيرة‭ ‬للمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬ومقرها‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬ولقد‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬بترشيح‭ ‬من‭ ‬البحرين”‭. ‬وتختتم‭ ‬خلود‭ ‬بالقول‭: ‬“من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬أجلس‭ ‬في‭ ‬بيتي،‭ ‬وأنا‭ ‬مرتاحة‭ ‬البال،‭ ‬وبداخلي‭ ‬إدراك‭ ‬تام‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬يحتاج‭ ‬المساعدة،‭ ‬للقمة،‭ ‬للدواء،‭ ‬للتعليم،‭ ‬وبأن‭ ‬هنالك‭ ‬أيتاما‭ ‬وأرامل‭ ‬وفقراء‭ ‬ينتظرون‭ ‬صناع‭ ‬الأمل،‭ ‬ومحفزيه؛‭ ‬لذا‭ ‬أنا‭ ‬موجودة،‭ ‬وسأستمر،‭ ‬وآمل‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬بلدي‭ ‬بأن‭ ‬يقدموا‭ ‬للعالم‭ ‬دروسا‭ ‬خيرة‭ ‬وعظيمة‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬وهم‭ ‬أهل‭ ‬لذلك”‭.‬

تكريم أحد ذوي الاحتياجات الخاصة