+A
A-

علي نجم: "لم أعتزل العمل الإذاعي أبدًا وتستفزني الفكرة الجديدة"

بدأ مشواره الإعلامي العام 2006 في إذاعة مارينا أف أم، لم يكن يعلم الطالب علي نجم أنه بمجرد دخوله برنامج أنت المذيع أنه على جادة الطريق للوصول إلى التأثير والنجاح اليوم، بين الإذاعة والمايكرفون وتعاقب اللقاءات وفي مساحة أغلبيته الصامته كان لمسافات البلاد معه هذا الحوار الخاص: 

- يتعرض الإنسان في شتى مراحل حياته إلى موقف أو مواقف تصقل من شخصيته، ما الموقف الذي أوصلك إلى نضجك اليوم؟ 

موقفان أثرا في حياتي وجعلاني أصل إلى نضج اليوم، هما أولًا وفاة والدي في أبريل 2012 الذي غير من شخصيتي وجعلني أرى نفسي من منظور آخر وأتحمل مسؤولية مختلفة تمامًا. هذا الأمر أثر عليّ من عدة نواحٍ وساهم في رؤيتي المختلفة لنفسي وأخذي الحياة بشكل جديّ أكثر. أما الموقف الثاني، فهو ولادة ابنتي هيام العام 2015، تغيرت نظرتي لعلي وللدنيا، معايير ومبادئ وقناعات اختلفت واستطيع القول إني ولدت من جديد.

- نحن البشر نتاج العديد من التجارب والأشخاص المحيطة بنا، لو قمتا بتجريدك من محيطك الخاص هل ستكون بهذه الشخصية والعمق؟ 

لو تجردت منه لن أكون بهذه الشخصية والعمق؛ لأنه صاحب تأثير كبير على نظرتي وقياسي للأمور، أنا محاط بأناس مؤمن بشخصيتهم وأحب طريقة تفكيرهم وعقلانيتهم، طريقة قياسهم للأمور، أثروا عليّ إيجابًا لا سلبًا، فالحوارات التي تحدث بيننا والنقاشات التي تُدار والمشاكل التي نحلها سويًا كلها أثرت في شخصيتي وجعلتني أعمق، وإن لم أكن عميقًا، فالأكيد أن تأثيرهم ساهم في العمق الذي أنا به اليوم.

- برأيك الإعلامي لابد أن يضع قناع معين ليصل إلى الجمهور؟ وهل العفوية هي القناع الذي تستخدمه للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور؟ 

كلمة القناع والعفوية لا نستطيع وضعهما في سؤال واحد نهائيًا، والموضوع لا يقاس بهذه الطريقة. الإعلامي ليس مضطرًا لوضع قناع معين ليصل إلى الجمهور. والعفوية لم تكن يومًا قناعا به نصل إلى أكبر عدد من الناس؛ لأن الجمهور اليوم هو أفضل حكم في معرفة العفوية المزيفة من الحقيقية. هناك من يدعي العفوية، ولكن بالمقابل تظهر بشكل مزيف وواضح بأن هذا الأمر ليس طبيعة الحياة التي يعيشها. من يريد لبس القناع والظهور به كإعلامي بالنسبة لي قادر على أن يرسم له شخصية معينة أمام الكاميرا واحترمه أكثر؛ لأنه يرتدي قناعا خاصا بفكرة البرنامج وشكل التوجه الإعلامي الخاص به. أما من يرتدي قناع العفوية، فهو يرتكب جريمة بحق نفسه أولًا قبل أن تكون بحق الناس.

- أن تمتلك أنت منصة تنتج مواد إعلامية أمر مختلف تمامًا من أن تكون جزءا من منظومة إعلامية. أين تجد نفسك أكثر؟ 

جربت المنظومة الإعلامية لمدة 14 سنة، والآن أصبح الوقت مناسبا لاكتشاف منصتي الجديدة التي تريد أن تنتج لي المواد الإعلامية، كيف ستكون التجربة لا أعلم، وأنا مازلت في بداية الطريق لإيجادها. المنظومة الإعلامية شيء كبير جدا وتأسيسه أمر مختلف، ولكن اليوم الفرد لابد أن يطير خارج السرب ويحلق لوحده ويغرد عكس التيار فيما يخص قناعاته بدون أي أسس أو قوانين تتبعها المنظومة الإعلامية لابد من احترامها واتباعها؛ لأنه يعمل في هذه المنظومة. أظن أن الحرية اليوم ستجعلني اكتشف شيئا جديدا وسأقدم محتوى لغاية الآن لم أكتشفه؛ لذلك سأختار أن أكون جزءا من منصة تنتج لي المواد الإعلامية بعيدًا عن المنظومة الإعلامية.

- لكل شيء في الحياة نهاية، أهي نهاية علي نجم وصوته في الإذاعة أم إنه أمر مستحيل؟ 

نهاية علي نجم وصوته في الإذاعة أمر مستحيل جملة وتفصيلة هي نهاية مرحلة، ولكن أنا لم أعتزل العمل الإذاعي أبدًا وليس لدي هذه النية. كل ما في الأمر هو إغلاق فصل مارينا أف أم من مسيرتي الإعلامية وبداية جزء جديد.

- كيف تصنف العابرين في حياتك وعلى أي أساس يحصلون على جائزة البقاء فيها؟ 

دروس وتجارب أتعلم منها، أفيدهم ويفيدوني وأحيانًا التقاء مصالح مشتركة بيننا. أما الجائزة، فهو الصدق ومحاولة كسب علي نجم الإنسان وليس الإعلامي أو المنتج، بالنسبة لي الإنسان الصادق يُعرف من عينيه والذي يبتعد عن اللف والدوران، الواضح في مشاعره، غير ذلك هو مجرد تجربة تعلمت منها.

- هيام علي نجم ما الذي منحتك إياه؟ 

كل شيء والله. بكل بساطة أعطتني معنى مختلفا للدنيا وعطائي فيها ومسؤولياتي، معها تعلمت شعور أني أحب أحد أكثر مني، أعطي أحد قبل نفسي. أصبحت أراعي أصغر التفاصيل في صحتي وحياتي ومستقبلي وسمعتي، حتى إذا كبرت مستقبلًا ويذكروني والدها لا يقال إلا "والنعم".

- 14عامًا في الإعلام، ما اللقاءات التي لا تُنسى واللقاءات التي تتمنى لو أجريتها؟ 

خلال هذه الفترة اللقاءات التي لا تنسى هي لقائي الفنان عبدالله رويشد لأول مرة؛ لأني كنت أجتهد جدًا لأحظى بشرف هذا اللقاء ولا أستطيع نسيانه أبدًا، لقاء الفنان عبدالمجيد عبدالله وإن كان مسجلًا، ولكنه كان للذكرى. لقاء الراحلة الفنانة رجاء الجداوي التي كانت إضافة لمسيرتي والعديد من الفنانين والفنانات. أما اللقاءات التي تمنيت لو أجريتها، فهي: الفنانة أحلام، أنغام، أصالة ونوال الكويتية؛ لأني لحد الآن لم أجد لهم لقاء أعطاهم حقهم في الحوار أو الكشف عن شخصياتهم وعمق تفكيرهم.

- يرى البعض أن نجاح الأغلبية الصامتة سرق أي نجاح آخر لك.. ما رأيك في ذلك؟ 

الأغلبية الصامتة لم تسرق أي نجاح آخر، بل على العكس هي إضافة لكل النجاحات المختلفة لي؛ بسببها نجحت في وسائل التواصل، زاد عدد المشتركين في قناتي على اليوتيوب ونجحوا كتبي الثلاثة. فالأغلبية نجاحها أثرى وأوصل اسم علي نجم أكبر. ولا أظن أنني أؤيد من يقول إنها سرقت مني أي نجاح.

- ما الذي يشعل شرارة الشغف بداخلك؟

الاستفزاز هو ما يشعل شرارة الشغف لديّ في تقديم شيء جديد. والأهم من كل هذا هو فريقي الذي أعمل معه؛ لأنهم يعرفون المفاتيح الصحيحة وعلى ماذا يركزون وباستطاعتهم حثي على العمل، ومعرفتهم العميقة بي. والتحديات الجديدة وهي الأفكار المختلفة التي نخرج بها وأعلم بأنها ستترك بصمة مميزة في عالم الإعلام بالكويت والخليج والوطن العربي.