أسبوع تاريخي حافل في واشنطن مع تنصيب رئيس وإجراءات عزل آخر
“تهديد أمني خارجي” يغلق مبنى الكونغرس الأميركي
أفادت وسائل إعلام أميركية، أمس الاثنين، بإغلاق مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن، لتهديد أمني خارجي، فيما طلب من الناس البقاء في الداخل وعدم المغادرة والابتعاد عن النوافذ والأبواب.
وشوهد تصاعد للدخان خلف مبنى الكابيتول، بحسب مقاطع فيديو نشرت على منصات التواصل.
كما تم إخلاء الجبهة الغربية لمبنى الكابيتول. وتم إرسال إشعار للموظفين بأن هناك تهديدا أمنيا خارجيا، ولا يسمح بالدخول أو الخروج، والابتعاد عن النوافذ والأبواب الخارجية، وفق ما نقلته “إن بي سي” الأميركية.
ووقع الحريق في مكان للمشردين، والحادث لا علاقة له بالوضع الأمني في البلاد. من جانبه، قال جهاز الخدمة السرية الأميركي على تويتر إن إغلاق مجمع الكابيتول مؤقتا ولا تهديد على الجماهير. وذكر بيان أنه تم إصدار توجيهات لأعضاء الكونغرس الأميركي وموظفيه بالبقاء في أماكنهم في أثناء تحري الأمر، مؤكدا أنه لا إطلاق نار حاليا على مجمع الكابيتول أو داخله.
ومع بدء أسبوع تاريخي، كشف معسكر الرئيس المنتخب جو بايدن خريطة طريق لإخراج الولايات المتحدة من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية ومن دون أن تلجمه كثيرا إجراءات عزل دونالد ترامب. وينصّب جو بايدن الأربعاء في عاصمة أميركية تظهر وجها غير مألوف مع تحويلها إلى حصن منيع وانتشار العسكريين في كل الشوارع ونشر أسلاك شائكة وسياج عال بعد الهجوم على الكابيتول في السادس من يناير. ووضع الرئيس الديمقراطي المنتخب مراسم تنصيبه تحت عنوان “وحدة الأميركيين” وسيحيط نفسه بالرؤساء الأميركيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج بوش من أجل مد اليد إلى بلد منقسم وجريح. وانطلقت تظاهرات مؤيدة لترامب مقررة أمام أبنية رسمية في كل ولاية بهدوء مع مجوعات صغيرة من المتظاهرين المسلحين في ولايات مثل أوهايو وتكساس وأوريغون وميشيغن على ما ذكرت وسائل إعلام أميركية الأحد.
فوضى كبيرة
وقال رون كلين كبير موظفي البيت الأبيض المقبل في عهد بايدن لمحطة “سي إن إن” الأحد “أظهرت الأسابيع الأخيرة مدى الأضرار اللاحقة بروح الولايات المتحدة وأهمية إصلاحها وسيبدأ هذا العمل الأربعاء”.
وأضاف “إننا نرث فوضى كبيرة، لكن لدينا خطة لإصلاح الوضع”.
ومنذ اليوم الأول من ولايته ينوي جو بايدن إعادة بلاده إلى اتفاق باريس بشأن المناخ ورفع حظر دخول الأراضي الأميركية المفروض على مواطني دول إسلامية عدة بغالبيتها.
ويأمل الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة أيضا إعطاء دفع جديد لأكبر حملة تلقيح في تاريخ الولايات المتحدة.
وترتدي هذه المسألة الأخيرة أهمية ملحة إذ أودى مرض “كوفيد 19” بمعدل وسطي بحياة أكثر من 3 آلاف شخص في الولايات المتحدة يوميا منذ الأول من يناير فيما تسجل أكثر من 236 ألف إصابة يومية.
ولم يؤدِّ انطلاق حملة التلقيح المتعثرة حتى الآن إلى إبطاء هذا المستوى المرتفع من الوفيات.
ويريد بايدن الذي كان نائبا للرئيس في عهد أوباما، أن تحقن مئة مليون جرعة من اللقاح في الأيام المئة الأولى من ولايته؛ بفضل مراكز تطعيم ضخمة. وقال الخبير المرموق انطوني فاوتشي الذي سيصبح المستشار الرئيسي لجو بايدن على صعيد “كوفيد 19” بعدما شغل المنصب نفسه مع ترامب إن “هذا الأمر قابل للتطبيق”. وسيشارك في هذه الحملة نحو مئة ألف ممرض وممرضة.
الجريمة “الأخطر”
وسيضطر جو بايدن في مرحلة أولى إلى ممارسة الحكم بموجب مراسيم لتجنب المرور بالكونغرس، لاسيما مجلس الشيوخ الذي سيكون منشغلا بإجراءات عزل دونالد ترامب.
إلا أن أجزاء كبيرة من برنامجه خصوصا خطة الانعاش الاقتصادي الهائلة البالغة قيمتها 1900 مليار دولار الهادفة إلى مساعدة ملايين الأميركيين الذي يعتمدون على مخصصات البطالة، يجب أن تحصل على موافقة الكونغرس.
وعليه كذلك احترام الرزنامة البرلمانية لتثبيت أعضاء حكومته في مجلس الشيوخ.
وقد تبدأ محاكمة دونالد ترامب بعد ساعات قليلة على تولي بايدن مهامه.
ويتهم الديمقراطيون ترامب بـ “التحريض على تمرد” أنصار له واقتحامهم الكابيتول في السادس من يناير ما أدى إلى سقوط 5 قتلى.
وقال جايمي راسكين، أحد البرلمانيين الذين يقفون وراء إجراءات عزل الرئيس الأحد، إن دونالد ترامب ارتكب “الجريمة الرئاسية الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة”.
أما معسكر ترامب فيرى في هذه المحاكمة “هجوما مشينا على الدستور والديمقراطية”. وقال فريقه في بيان إنه لم يختر بعد محاميا لتمثليه.
وحث السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام المقرب من ترامب القادة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ على رفض هذه الإجراءات ما أن ترد مجلس الشيوخ. وقال إنه في حال لم يحصل ذلك “سنؤخر إلى ما لا نهاية وإلى الأبد ربما، شفاء هذه الأمة العظيمة”.
وأعلن ترامب أنه لن يحضر مراسم تنصيب بايدن وسينتقل جوا فجر الأربعاء إلى مجمعه الفندقي الفخم في فلوريدا.
وبانتظار ذلك يؤكد البيت الأبيض أنه يستمر “بالعمل دونما هوادة” مع عقد “الكثير من الاجتماعات وإجراء الكثير من الاتصالات الهاتفية” يوميا.
وقالت نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس في مقابلة مع “سي بي إس” الأحد “ستكون مراسم تنصيب غير مسبوقة بسبب كوفيد 19 خصوصا. لكننا سنقسم اليمين وسننجز العمل الذي انتخبنا على أساسه”.