العدد 4471
الأحد 10 يناير 2021
banner
من جديد!
الأحد 10 يناير 2021

عندما قررت الكتابة لم أكترث كثيرا لدويّ الكلمة أو من يبهر من حولي، أو أن تلقى رواجا كأن أكتب عمودا سياسيا بحتا أو أتحدث فيما يلهب مشاعر المواطنين حول قضايا بعينها، لقد آثرت أن أكتب في موضوعين متجددين دوما، الابتكار العلمي والإنسانيات، وهما علمان لا ينضبان، فمشاعر البشر وقصصهم متجددة دوما بدوام هذه البشرية، وكذلك الابتكار لا يتوقف مهما توالت الأيام، فالمجتمعات بحاجة دوما إلى التجديد والابتكار على صعيد البشرية وما يلازمها من احتياجات على مر العصور.

لذلك يعني لي كثيرا أن ألمس وترا أو أداعب فكرة في عقول الآخرين، أو حتى أثير تساؤلا أو تخمينا، يروقني كثيرا رغم ضآلة توقعاتي أن تصل كلماتي للآخرين، فيجدون أنفسهم بين السطور، وكأنما أحكي عن لسان حالهم أو مشاعرهم أو ما يجول بخاطرهم، وهذه العلاقة المتجددة ما بين الكاتب والجمهور تبني الكثير من الثقة، فتجد أغلب الكتاب يتلقون المكالمات الهاتفية أو الرسائل التي تحمل مضامين حقيقية لأحداث تعرض لها البعض أو أخبار ضيقت صدورهم أو تصرفات لم يجدوا بدا من الحديث عنها لصاحب قلم يستطيع أن يروي معاناتهم، والواقع يروي الحقيقة الكامنة بأننا كلنا أبطال في قصصنا الواقعية وفي أيام حياتنا، فالكل يمر بالكثير وتبقى كيفية التعامل مع المواقف والأحداث المخرج الأساسي للانتقال من حكاية لأخرى سواء كانت هذه الأحداث مبهجة أو مؤسفة.

 

ومضة: شكرا لتلك الثقة التي تعني الكثير بيني وبين قراء كلماتي، شكرا للمشاعر الفياضة والقصص المؤثرة والحكايات المروعة التي صقلت تجاربكم وأحيت كلماتي، شكرا للمجتمع والأشخاص الذين يلقنوننا يوميا دروسا واسعة ومستنيرة تجدد قيمنا، وتفتح أعيننا وتؤجج مشاعرنا السلبية منها والإيجابية، شكرا لعلم الكلمة والحوار والسرد القصصي والآلام في مفاصل قصص نجيب محفوظ والمنفلوطي وغيرهما ممن أثروا مخيلة جميع الكتاب الذين حملوا على عاتقهم أن يكون قلمهم إنسانيا في المقام الأول وأن يحمل توقيعا من الناس وإلى الناس في كل مرة يخطون فيها كلماتهم، وكما يقال دوما.. منكم وإليكم والسلام عليكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية