العدد 4464
الأحد 03 يناير 2021
banner
غادروا فحسب
الأحد 03 يناير 2021

مؤخرا استمعت إلى هذه العبارة مرتين في أسبوع واحد “نمثل على بعض والحياة ماشية”، لا أعلم ما الذي يجبرنا على عيش حياة لا تشبهنا سوى التمسك بالأمل بأن الغد سيصبح أفضل، لكن أن تصبح الحياة أشبه بتمثيلية من أجل المجتمع أو الوجاهة أو غيرها، هذا ما لا أرضاه على نفسي أو غيري، فمن قال إننا نعيش مسرحية نتقن أدوارها من أجل المتابعين أو المشاهدين؟

من قال إننا يجب أن نغفر في كل مرة يزل فيها أحدهم في حقنا، ولماذا تفسر الطيبة والأدب على أنها وداعة أطفال من الممكن استغفالها واستغلالها؟ لماذا أصبح السائد التلون في الود والمشاعر بما يتناسب مع المصالح؟ والكثير من الأسئلة التي تواجهني يوميا عند الاستماع إلى قصص من حولي أو حتى ما أعيشه في أيام حياتي، حتى باتت الحياة باردة معقدة مع تبلد في المشاعر أو تزييف كامل لها.

غادروا فورا، هي النصيحة المثلى عندما تجدون أنفسكم في أماكن لا تمت لكم بصلة، في علاقات سامة متعبة، أو حتى مع أصدقاء لم يصبحوا مريحين بعد مرور عقد أو عقدين أو أكثر، غادروا بعد أن تكونوا قد أعطيتم جل ما تقدرون عليه، لكن الاستمرار أصبح مستحيلا، غادروا انتصارا لأمزجتكم وصحتكم النفسية والبدنية، غادروا ليس هربا، إنما وعيا بأن ما قدمتموه كان كافيا ووافيا، غادروا قبل أن تخسروا مزيدا من الوقت والعاطفة والذكريات التي ستستنزف فيما لا جدوى منه، غادروا نصيحة مني لكم، قبل أن تنهك القوى وتخور ويصبح خيار الرحيل بائسا دون جدوى، غادروا لأنكم تستحقون ما هو أفضل بكثير من جدران الخوف والترقب، غادروا بعد أن تكونوا قد اتصلتم تماما بأنفسكم وعلمتم أنها لا تقوى على الاستمرار، غادروا لأن غدا أجمل بإذن الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية