العدد 4452
الثلاثاء 22 ديسمبر 2020
banner
ما بعد اتفاق الرياض ورأب البيت اليمني
الثلاثاء 22 ديسمبر 2020

بعد مرور أكثر من عام على اتفاق الرياض اعتقد كثيرون أن تحقيق بنود الاتفاق على أرض الواقع شبه مستحيل، وأن فرص التوافق بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي انحسرت، خصوصاً بعد الهزات الكبيرة التي حدثت خلال العام الماضي، ولربما كان إعلان المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية لمحافظات الجنوب أبرزها، فقد توقع الجميع حينها أن ينهار اتفاق الرياض لتبدأ فصول جديدة من الحروب والاقتتال في البيت الواحد، ما يشتت كل الجهود الرامية لإنهاء الأزمة اليمنية وعودة الاستقرار لليمن، ليدخل اليمنيون دوامة أكبر من التشتت والتشرذم.

حينها كانت قيادات المملكة العربية السعودية تعمل في صمت دون كلل أو ملل ومن أعلى المستويات الدبلوماسية لرأب صدع البيت اليمني، فبعد أن استطاعت التوفيق بين الفرقاء والتوصل لاتفاق على ورق، كان التحدي الأكبر للمملكة وهي الضامن لبنود الاتفاق تحقيقه على أرض الواقع، خصوصاً أن الاتفاق يشمل شقين، الشق العسكري والشق السياسي، حيث يتم الاتفاق على الشق السياسي بتشكيل الحكومة بعد أن يتم التوافق على حل المشاكل العسكرية ما بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.


ذلك ما نجحت المملكة في تحقيقه الأسبوع الماضي عندما تم الإعلان عن تشكيل الحكومة اليمنية، ما يعكس النجاح الكبير للجهود الدبلوماسية التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، والتي استطاعت بكل حكمة وحنكة تطويع جميع الصعاب التي رافقت جميع مراحل اتفاق الرياض. دون شك ما قامت به المملكة جهد كبير وجبار، فالوصول لتسوية مع أكثر من طرف مهمة صعبة لكن قادة المملكة استطاعوا تخطيها، ذلك بما تملكه القيادة السياسية من حكمة وخبرة وقبول لدى جميع الأطراف في اليمن.


اليوم باتت الكرة في ملعب الأطراف اليمنية، خصوصاً بعد اتضاح ملامح الحكومة، ذلك بأن كل وزير مسؤول عن إدارة مؤسسته بما يضمن عودة الشرعية ونمو الاستقرار والازدهار، فقد بذلت المملكة العربية السعودية الكثير في سبيل اليمن واليمنيين والآن حان دور اليمنيين أنفسهم للبناء والإصلاح بتغليب مصلحة الوطن فوق أية مصلحة أخرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية