العدد 4445
الثلاثاء 15 ديسمبر 2020
banner
ما بعد اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء
الثلاثاء 15 ديسمبر 2020

شكل اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية خطوة كبيرة من المؤمل أن تسهم بشكل كبير في حلحلة الخلاف بين المغرب والانفصاليين من الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “البوليساريو”، والذي يعتبر من أطول الخلافات الحدودية في القارة السمراء، حيث ترجع بداياته مع انتهاء الحقبة الاستعمارية في أفريقيا، ولم يتم حله إلى اليوم.


فبعد الأحداث الأخيرة في معبر الكركرات بات من الواضح أن المجتمع الدولي خرج عن نقطة الحياد، ذلك بعد أن أدانت العديد من الدول تجاوزات واعتداءات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “البوليساريو” وتضامنت مع المملكة المغربية التي تطالب بالسيادة الكاملة على الصحراء الغربية كونها جزءا لا يتجزأ من أراضي المغرب، على الطرف الآخر خسرت البوليساريو في الفترة ذاتها دعم جنوب أفريقيا وهي التي كانت في الماضي من أكبر الداعمين لها، ذلك بعد أن أكدت خلال القمة الأفريقية الأخيرة ضرورة الاحتكام للأمم المتحدة وقوانينها بعد أن كانت تدعم البوليساريو دون الأخذ بالقوانين الدولية.


أعتقد أن الوقت اليوم حان لتقبل البوليساريو ما تقدمه المغرب من تسوية سياسية وهي التي تعرض عليها الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حل لا يختلف عليه أي مدرك للتطورات الأخيرة حيال هذا الملف أنه سيكون في صالح البوليساريو دون شك، فهو سيضمن لها شكلا من أشكال الحكم تنطوي تحته الكثير من الصلاحيات السياسية والإدارية، كما أنه بالتأكيد سيكون في صالح المجتمع الصحراوي الذي يعاني من ظروف معيشية صعبة، حيث يعيش جزء كبير منه في مخيمات اللاجئين والتي لا يتوافر فيها ما يطمح له الفرد العادي من مقومات للحياة الكريمة.


ودائماً ما كانت مملكة البحرين داعمة للمملكة المغربية فيما يتعلق بسيادتها على مجمل أراضيها ووحدة التراب المغربي والتي تشكل الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ منها، ذلك ما تجلى بعد صدور المرسوم الملكي من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد بفتح قنصلية عامة لمملكة البحرين في مدينة العيون المغربية في دلالة واضحة على اعتراف مملكة البحرين بمغربية وسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .