العدد 4380
الأحد 11 أكتوبر 2020
banner
مشاعر مخالط
الأحد 11 أكتوبر 2020

كتبت وغيري من الإعلاميين عن مدى جاهزية خط الدفاع الأول من الكادر الطبي الذي لم يدخر أي جهد في مكافحة الجائحة والذود عنا بجميع الوسائل الممكنة، المغاير هذه المرة أنني عايشت التجربة عن قرب ورأيت بأم عيني التعامل الراقي والجهد المضني الذي يقدمه فريق البحرين، ولا أخفي حقيقة التوتر الذي عشته عندما علمت أنني قد خالطت مصابا، حيث توقف بي الزمن للحظات لأستوعب المكالمة التي وردتني وأكدت إصابة أحدهم، وكنت على مقربة منه في فترة زمنية ليست بعيدة من التأكد من الإصابة، حالة من الهلع خصوصا أنني ملتزمة طيلة هذه الشهور بإجراءات السلامة.. من تباعد اجتماعي ومحافظة على غسل اليدين ولبس الكمام، لكنه قدر كُتب على من أصيب وبتنا نحن في حالة لا يعلم بها سوى المولى عز وجل.

اضطررنا حرفيا جميعا لأن نجري الفحص الطبي من كبار وأطفال وعاملين وجميع من كانوا في حيز المكان الذي تواجد به المصاب لا أعادها الله من ذكرى، لكن الجدير هنا هو كمية اللطف والتحمل الذي قابلتنا به الأطقم الطبية من أطباء وممرضين ومتطوعين في هذه الصفوف الأمامية، فمنذ اللحظة الأولى هناك شرح واضح للخطوات التي سنقوم بها مع كم حقيقي من الأسئلة لربط حالة التحقق من مخالطتنا للحالة القائمة، وقابلني الكل بصدر رحب وابتسامة عندما طلبت أن تكون من ستأخذ عينة الفحص “يدها خفيفة لأني أحاتي”.

 

التواصل أيضا كان حقيقيا فقد وردتني ست مكالمات قبل إجراء الفحص تتضمن عددا من الأسئلة التي ترسم شبكة عنكبوتية تصل المصاب بمخالطيه ومخالطي مخالطيه، ولأن الله لطيف كبير فقد كانت نتيجة الفحص سلبية لكل من خالط الحالة القائمة، نسأل الله السلامة للشخص المصاب ولكل مصابي المملكة بل والإنسانية بأسرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية