كشفت المظاهرات التي خرج فيها أهالي العاصمة الليبية طرابلس للتعبير عن استيائهم من حكومة فايز السراج التي فشلت في تقديم وتوفير أبسط مقومات الحياة البسيطة للمواطن الليبي عن الصراعات والاختلافات بين الأجنحة والقيادات في حكومة الوفاق الليبية.
فبعد أن أردت القوات الأمنية أحد المتظاهرين قام السراج بإيقاف وإحالة وزير الداخلية فتحي باشا آغا للتحقيق الإداري، حيث حمل السراج باشا آغا مسؤولية ما حدث في طرابلس، من جانبه يرى باشا آغا أن تنحيته جاءت على خلفية انتقاده الحكومة الليبية وكشفه عن الفساد المستشري فيها، ذلك ما أدى إلى تصفيته تحت ذريعة أحداث احتجاجات طرابلس.
على الرغم من الأسباب الظاهرة لتنحية باشا آغا يبقى ما يدور في الخفاء أكبر من الأسباب المعلنة، لكنه بالتأكيد يحمل العديد من المؤشرات التي تدل على استفحال الشقاق داخل حكومة الوفاق، وذلك ما ظهر جلياً من خلال استنفار مليشيات مصراتة الداعمة لوزير الداخلية المحال للتحقيق فتحي باشا آغا وإعلانها التمرد على حكومة طرابلس، فمليشيات مصراتة التي تعد من أقوى مليشيات الوفاق ساندت ابن مصراتة فتحي باشا آغا ضد فايز السراج الطرابلسي.
تركيا أردوغان لم تكن بعيدة عن ما يجري، فحكومة الوفاق وقادتها بيادق يحركها أردوغان، وعلى الرغم من عدم وضوح الصورة الكلية حول موقف أردوغان من خلاف السراج - باشا آغا إلا أن الأخير كان في أنقرة في غرة مظاهرات طرابلس، في حين تأجلت حسب ما أعلن زيارة السراج لتركيا ما يجعل تركيا دون شك ضالعة بقوة في ما يجري من شقاق بين الطرفين.
خلاف السراج - باشا آغا يعري اليوم الأهداف الحقيقية لحكومة الوفاق التي اجتمع سكان طرابلس اليوم على أنها غير قادرة على توفير أبسط مقومات الحياة لسكان طرابلس، حيث إن الخلاف اليوم في حكومة السراج أكبر من خلاف بين شخصين، فهو في حقيقة الحال خلاف بين شقين أساسيين في ليبيا يجتمعان على محاربة الجيش الوطني الحر بقيادة المشير خليفة حفتر ويختلفان في كيفية تقسيم النفوذ والمصالح بينهما.