+A
A-

لبنانيون يطالبون برحيل عون وبري.. وسقوط 42 جريحاً

يصاف اليوم ذكرى أسبوع على الفاجعة الدموية اللبنانية، التي هزّت العالم بأسره، والتي وقعت الثلاثاء الماضي، بعد انفجار 2750 طناً من نترات الأمونيوم كانت مخزّنة في معبر رقم 12 في مرفأ بيروت، ليحول مناطق واسعة من العاصمة رماداً.

وأعلنت السلطات عن ارتفاع ضحايا المرفأ المنكوب إلى 171، اليوم الثلاثاء، بينما وصل عدد الجرحى إلى 6000 آلاف حالة، أما المفقودون فيتراوح عددهم بين الـ30 و40 شخصاً.

إسقاط النظام ورحيل البرلمان

وبعد هذا الإعلان، توافد المتظاهرون إلى وسط بيروت وتحديداً إلى مكان الانفجار أي عند المرفأ، غاضبين منادين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس اللبناني، ميشال عون، ورئيس البرلمان، نبيه بري، والنواب، ومحاسبة الجناة المسؤولين عن الفاجعة.

إلى ذلك قام عدد من المتظاهرين برشق عناصر مكافحة الشغب في وسط بيروت بالحجارة والمفرقعات النارية، فيما يقوم العناصر بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لإبعادهم، فيما أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن سقوط 42 جريحا في تظاهرات اليوم.

من جهتها، طلبت قوى الأمن الداخلي اللبناني على تويتر، من المتظاهرين السلميين الخروج فوراً من الأماكن التي تحدث فيها الاعتداءات على عناصر مكافحة الشغب. وقالت إنها لن تقبل بالتعرض لعناصرها.

وشهد مرفأ بيروت المدمر اليوم أول تظاهرة، احتجاجاً على السلطة السياسية، بينما تواصل فرق البحث عن المفقودين في المكان نشاطها.

عون ودياب علما قبل أسبوعين

في السياق أيضاً، كشف مستندات سرية صباح الثلاثاء، أن الرئيس اللبناني، ميشال عون، ورئيس الحكومة المستقيل، حسان دياب، قد تلقيا تحذيرا قبل وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت بأسبوعين.

وبحسب التقرير الذي نشرته وكالة "رويترز"، نقلا عن مسؤول أمني رفض الكشف عن اسمه، أن الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة حسان دياب قد تلقيا الشهر الماضي تحذيرا من أن 2750 طنا من نترات الأمونيوم المخزنة في ميناء بيروت تشكل خطرا أمنيا، وقد تدمر العاصمة لو انفجرت.

كما تضمن تقرير للمديرية العامة لأمن الدولة حول الأحداث التي أدت إلى التفجير، إشارة إلى رسالة خاصة تلقاها الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء حسان دياب في 20 يوليو/تموز.

بدوره، قال مسؤول أمني كبير، إن "الرسالة لخصت نتائج تحقيق قضائي بدأ في يناير/كانون الثاني، وخلص إلى ضرورة تأمين المواد الكيميائية على الفور"، وفقاً لرويترز.

كما لم يسبق أن تم الإبلاغ عن تقرير أمن الدولة الذي يحتوي على المستندات، إلا أن المسؤول أكد أن المراسلات كانت موجهة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.

"ستدمر بيروت لو انفجرت"

وكشف المسؤول الأمني، عن مخاوف ظهرت في ذلك الحين من خطر هذه المواد لو سرقت من مكانها في العنبر 12، أن تستخدم في هجوم إرهابي.

وأضاف: "بعد انتهاء التحقيق أعد النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات تقريرا نهائيا تم إرساله إلى السلطات"، في إشارة منه إلى الخطاب الذي أرسلته المديرية العامة لأمن الدولة إلى رئيس مجلس الوزراء، حسان دياب، وإلى رئاسة أمن الدولة التي تشرف على أمن الموانئ.

وأكد المسؤول الذي شارك في كتابة الرسالة، وامتنع عن ذكر اسمه، "حذرتهم من أن هذا قد يدمر بيروت لو انفجر".

يشار إلى أن الرئيس اللبناني، ميشال عون، كان قد اعترف قبل أيام أثناء حديث مع الصحافيين بالقصر الجمهوري أنه بالفعل تلقى معلومات عن وجود الأمونيوم وخطره بالمرفأ، إلا أن "التراتبية السياسية" في البلاد لم تكن تسمح له بالتدخل.

وزير آخر يعلم!

وفي اعتراف آخر، أعلن وزير الأشغال في الحكومة المستقيلة، ميشال نجار، الاثنين، أنه عرف بموضوع مرفأ بيروت قبل 24 ساعة من الانفجار فقط.

ولفت نجار إلى أن التحقيق في انفجار المرفأ إداري ولم ينتهِ بعد، لذلك لم تُتخذ قرارات في مجلس الوزراء، مشيراً إلى أن المجلس العدلي هو أعلى هيئة قضائية في لبنان، ولذلك من الطبيعي إحالة مثل هذا الأمر عليها.

يذكر أن الانفجار الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي في الميناء أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 171 شخصاً وإصابة حوالي 6000 آخرين. وتقول السلطات إنه نتج عن حريق أشعل مخزوناً يبلغ 2750 طناً من نترات الأمونيوم شديدة التقلب تم تخزينها في الميناء منذ عام 2013 مع قليل من الإجراءات الاحترازية على الرغم من تحذيرات عديدة من خطرها.

وقد أحدث الانفجار غضباً عارماً أدى لخروج مظاهرات عمت المناطق اللبنانية، دفعت بدورها حكومة حسان دياب إلى الاستقالة.