+A
A-

ما قصة انتشار مسرح أوال عربيا وسر الـ 390 دينارا ؟

جاء في مجلة الموقف الادبي التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق العدد الأول والثاني 1975 وبمناسبة مهرجان دمشق السادس للفنون المسرحية :

(لمسرح اوال البحريني تجربة مسرحية مقبولة، فقد بدأ نشاطه عام 1970 كفرقة هاوية ولا يزال، وفي عرضه " سبع ليال " الذي شارك فيه في المهرجان الخامس كان تقدميا وذا شكل فني جماهيري،ولكن عرضه لهذا المهرجان كان غارقا في الرموز ، وقد برع المخرج خليفة العريفي في تجسيد رموز الشاعر ابراهيم بوهندي الا أن العرض ظل مغلقا لا يفصح عن علاقات واضحة تقيم تلك الصلة مع المتلقي.)

إذن كانت تلك بداية حضور مسرح أوال العريق على الساحة العربية، وبعدها توالت عروضه المدهشة التي عكست تطور المسرح البحريني وقوة الدماء الموجودة، وفيما يلي نتعرف على قصة انتشار مسرح اوال عربيا كما بينها كتاب" مسرح اوال..خمسة عقود من اللؤلؤ".

بدأ أسم مسرح أوال يتلألأ كالنجم في سماء الحركة المسرحية في البحرين والخليج، وقد حدث أنه في ذات العام 1972، الذي قدمت فيه مسرحية "السالفة وما فيها "في البحرين، وصلت إلى مسرح أوال دعوة من توأمه، مسرح الخليج العربي، بدولة الكويت الشقيقة لتقديم المسرحية التي توقفت الفرقة عن عرض وهي "سبع ليالي" فطار مسرح أوال لأول مرة خارج البحرين، ليتم عرضها بدولة الكويت ما بين 1972/9/27 إلى 1972/9/30، ولاقت استحسانا وترحيبا كبيرين بها هناك، وبلغ دخل المسرحية في الكويت 390 دينارا و  750 فلسا كويتيا، وهو مبلغ جيد في تلك الأيام وكذلك واصلت "سبع ليالي" مشوار نجاحها، عندما شارك بها مسرح أوال، ممثلا للبحرين، في مهرجان دمشق المسرحي عام 1973، ولذلك صدفة حظ موفقة حظي ذات العمل المسرحي الذي اعتقد البعض بأنه كان نذیر نحس للفرقة. فبعد تقديم مسرحية "السالفة وما فيها" ومسرح أوال يستعد لتقديم عمل آخر في موسمه المسرحي الثالث للعام 1973، جاء البريد من سوريا إلى البحرين بدعوة رسمية للمشاركة في مهرجان دمشق المسرحي الخامس، ولحرص دائرة الإعلام على المشاركات العربية أنداك لم تجد مسرحية جاهزة وذات مضمون فكري واجتماعي متقدم جدا في الساحة المسرحية البحرينية سوی تلك المسرحية التي سبق وتم منع عرضها بعد ليليتين من الافتتاح إنها مسرحية "سبع ليالي"، التي وقع عليها الاختيار والترشيح لتمثل البحرين في ذلك المهرجان العربي و الكبير.

ويروي محمد عواد، وكان ممثلا في العمل، موقفا حدث له في دمشق أثناء تقديم مسرح أوال لتلك المسرحية ذات الأحداث المتتالية، قائلا: "كنت أمثل في مسرحية "سبع ليالي" دور صبي المقهى الذي يثور ضد النواخذة والمتسلطين على رقاب الناس فربطت جبهتي بعصابة حمراء لأميز نفسي عن الآخرين، وبعد العرض فوجئت بالنقاد وقد أبروا ألسنتهم وشحذوا أقلامهم وكالوا المديح لي بشتى التفاسير والرؤى بسبب تلك الحركة العفوية التي قمت بها. وبما أن الحد الثوري اليساري كان يكتسح الوطن العربي في السبعينيات، وبما أن العصابة كانت حمراء اللون، فقد عدها معظمهم رمزا يساريا مهما في العمل، والواقع لم يكن كذلك ولم أنظر للموضوع من هذه الزاوية لأني شخصيا لا أومن بالتحزب ولا بفكرة الأحزاب، ولكن النقاد وما يؤمنون به.

وبمجرد عودة وفد أوال من مهرجان دمشق المسرحي في شهر أبريل 1972، وهو مسربل بالنجاحات التي تحققت لمسرحية "سبع ليالي" ولحضور أوال الفني لأول مرة على مستوى الوطن العربي في محفل فني كبير، دخل في شهر يوليو من ذات العام في تجربة مسرحية أخرى بالعامية بعنوان "ما لان وانكسر" لنفس المؤلف راشد المعاودة، وأعتبر المؤلف هذه التجربة ذات بعد تحدي له أيضا، فقد تصدى لإخراج المسرحية في تجربته الوحيدة بمسرح أوال في الإخراج المسرحي، وعرضت بتاريخ 3 يوليو 1972 على مسرح الجفير العتيد.​