العدد 4294
الجمعة 17 يوليو 2020
banner
العم راشد المعاودة... سيبقى اسمك شامخا في أعماق التاريخ
الجمعة 17 يوليو 2020

فقدت البحرين يوم الأربعاء الماضي علما من أعلام المسرح والفن والأدب، العم الغالي راشد بن عبدالله المعاودة، بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجازات تعدت النطاق المحلي إلى البقعة العربية ككل، وشخصيا كنت قريبا جدا من العم راشد المعاودة بحكم صداقته القوية مع الوالد رحمه الله الأديب محمد الماجد، حيث كان يزورنا باستمرار في بيتنا القديم بالمحرق في السبعينات ويجلس مع الوالد ساعات طويلة، حيث يتبادلان مختلف الأحاديث الثقافية والأدبية، وحتى عندما انتقلا إلى مدينة عيسى ظلت علاقتهما كالوهج في الأفق، كالدم المتدفق في جسد الحياة.

وعن هذه العلاقة الفريدة بين العملاقين، يحدثنا الكتاب الذي أصدره مسرح أوال عن حياة راشد المعاودة عام 2016، أنه في السابعة من عمره تعلم القرآن الكريم ودرس مع صديقه الأديب الراحل محمد الماجد لدى الشيخ محمد بن علي الحجازي مبادئ اللغة العربية، ثم انتقل إلى مدرسة الهداية الخليفية. ويذكر المعاودة حسب الكتاب أن محمود المردي رئيس تحرير الأضواء شاهده مع صديقه الأديب الراحل محمد الماجد في حفل لنادي الشعلة، حيث كانت تعرض مواقف تمثيلية من تأليفه وأعجب بها ودعاه مع الماجد لزيارة مكتبه بجريدة الأضواء، وفي هذا اللقاء اقترح أن ينشر محمد الماجد مقالاته وقصصه في جريدة الأضواء وقال لراشد المعاودة “واصل كتابة المسرحيات الاجتماعية المعبرة عن الواقع الاجتماعي وقضاياه المختلفة؛ لأن ظروف الحياة الاجتماعية في الوقت الحاضر اختلفت عن السابق، ولابد أن يساهم المسرح في تسليط الضوء على المظاهر الاجتماعية الآنية”.

وبالرغم من انشغال راشد المعاودة بنشاطه المسرحي في نادي الشعلة آنذاك، كان على تواصل مع الشاعر الراحل الكبير إبراهيم العريض حيث كان يزوره في بيته في المنامة بصحبة صديقه محمد الماجد وابن عمه المرحوم محمد بن عبدالرحمن المعاودة ومنصور هاشم رحمه الله، حيث كانوا ينهلون من ثقافته وعلمه وأدبه، وهذا ما كان يغذي جذوة عشق المعاودة وصاحبيه للأدب.

رحمك الله يا بوعبدالله وأسكنك فسيح جناته وسيبقى اسمك شامخا في أعماق التاريخ.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .