العدد 4265
الخميس 18 يونيو 2020
banner
هل تتداعى الهدنة الروسية - التركية
الخميس 18 يونيو 2020

من المستبعد أن يكون تأجيل زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لتركيا والتي كانت من المفترض أن تتم الأحد الماضي نتيجة ظرف طارئ أو محض ترتيبات لوجستية، بل إنه أقرب من أن يفسر بأنه نتيجة تفاقم شقاق بين الجانب الروسي والتركي واستفحال الخلاف في المواقف بينهما.

فمن المعروف أن الحليفين تارة والخصمين تارة أخرى يلتقيان في مواقف ويختلفان في مواقف أخرى، خصوصاً عندما يكونان فاعلين أساسيين ومن الأطراف المهمة في هذه الملفات، ولربما يعد الملف السوري والليبي أهم ملفين يختلفان فيهما، حيث يلعب الروس والأتراك دور الحليف الأساسي والعراب لأطراف الخلاف الرئيسية في كل من سوريا وليبيا.

فروسيا التي تدعم الأسد دعماً منقطع النظير وتؤكد شرعيته في سوريا تخالفها في ذلك تركيا التي ترغب في الإطاحة بالأسد، حيث إن تركيا توغلت واحتلت أراض سورية عديدة بحجة الأمن القومي التركي حيث تتاخم تركيا سوريا في الحدود على إدلب وهي بالضبط حالياً محور الخلاف في سوريا.

من الواضح أن الهدنة التي تم التوقيع عليها في شهر مارس الماضي بين كل من روسيا وتركيا توشك على التداعي حيث قامت روسيا بشن ضربات جوية على إدلب ذلك إثر استقدام تركيا تعزيزات عسكرية في إدلب.

على الطرف الآخر وفي ليبيا يبدو أن تركيا انتشت بالتقدم المحدود في غرب ليبيا حيث إن انسحاب الجيش الوطني من محيط طرابلس إثر تفاهمات دولية مع المشير خليفة حفتر خلق لدى تركيا تصورا بأنها تمسك زمام الأمور وأنها تمكنت من فرض نفوذها على الأرض رغما عن الدول الأوروبية الداعمة للجيش الوطني، وبالتأكيد روسيا الداعمة لحفتر أيضاً وفي ضوء ذلك من الواضح أن الخلاف استفحل بين روسيا وتركيا وزادت الهوة فيما بينهما.

لا أعتقد أن العلاقة الروسية التركية ستشهد انقلاباً وتغيراً دراماتيكياً حيث إن المصالح التي تجمع بينهما أكبر من الخلاف، حيث سيتم تغليب المصالح الكبرى على زوايا الخلاف وسيتم تقسيم الأراضي العربية مجدداً في سبيل الصلح بين الدولتين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية