+A
A-

بروز دور البحرينية في زمن كورونا ليس طارئا

لا شك في أن جائحة "كورونا" التي حلت على غير إنذار مسبق قد بلورت الأدوار والمسؤوليات على مستوى المؤسسات والأفراد على حد سواء، بل وتعدت ذلك إلى دور المسؤولية الاجتماعية في الشراكة الوطنية في مجالات صحية وطبية واجتماعية عديدة.

كما انها أفرزت قناعات جديدة على مستوى الوطن والمواطن والمؤسسات العامة والخاصة في المملكة، والأهم إنها عززت مفاهيم وثقافات متطورة ومتقدمة، وخاصة فيما يتعلق بأدوار ومسؤليات المرأة في المجتمع. وهي الأدوار والمسؤوليات التي يجب أن لا يفهم أحد أنها منعزلة عن ادوار ومسؤوليات الرجل، وأدوار ومسؤوليات القوى المجتمعية بمختلف مجالاتها واختصاصاتها.

وفي مملكة البحرين برز دور المرأة البحرينية في كل القطاعات وأهمها الصحية والطبية والمساندة كرائدة ومبادرة ومنتجة ومساهمة في كل المهام التي أنيطت بها او تلك التي بادرت إليها بنفسها من غير تقصير أو تهاون.

وهذا الدور الرائد والكبير للمرأة البحرينية لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج واقع اجتماعي أصيل، وتمكين للمرأة انطلق وترسخ من أعلى المستويات، وتولت قيادته والتبشير به صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة حفظها الله ومعها المجلس الأعلى للمرأة وجميع مؤسسات وقطاعات الدولة.

هذا بالطبع اضافة لوعي مبكر بأهمية تعليم المرأة آمنت به وحرصت على تحقيقة الحكومة البحرينية منذ بداية القرن الماضي وعملت على تأصيله وتحديثه ومأسسته تاريخيا على امتداد التاريخ البحريني الحديث.

لذلك فإن بروز دور المرأة البحرينية في هذه الجائحة لم يكن أمراً طارئاً ولا وليد الظروف، وإنما هو تاكيد على الأسس المتينة للنهضة المباركة في بناء الدولة الحديثة من لدن قيادة واعية آمنت على الدوام بمكانة المرأة ودورها في المجتمع، فاقتحمت المرأة البحرينية كل التخصصات والمستويات، وأصبحت رقماً مهماً في التنمية والتطور.

وكانت نتيجة هذه المسيرة المستنيرة والواعية ان المرأة في هذه الظروف الاستثنائية تقدمت الصفوف بجدارة واقتدار وصنعت لنفسها دوراً ومكانًا بارزين في كل مواقع العمل فهي الطبيبة والممرضة المجتهدة والمديرة والموظفة المجدة والعاملة المكافحة والسياسية الناضجة والمدرسه المبدعة والأم المتفانية في متابعة تعليم ابنائها في ظل التعليم عن بعد الذي فرضة الواقع الطارئ، وهي الناشطة الاجتماعية والإعلامية الجريئة والرائدة في العمل الانساني.

ولا ننسى بالطبع أنّ العنوان المضيء في مملكتنا الغالية في هذه الأيام والظروف هو الدور المتميز للكادر الطبي من طبيبات وممرضات ومتخصصات في فروع ومجالات الصحة العامة لما يبذلن من جهد دؤوب مضنٍ وجد وإخلاص، ومواظبة من غير كلل أو شكوى ليسجلن بذلك أروع الصفحات في مسيرة المرأة البحرينية ومثالًا مشرفاً للحاضر والمستقبل وللأجيال القادمة.

وأختتم بكلمة سامية لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بمناسبة الأحتفال بمرور عشر سنوات على إنشاء المجلس ويوم المرأة البحرينية سنة 2011م (إن المكانة التي وصلت إليها المرأة البحرينية اليوم قد حتمت علينا أن نبرز محطة هامة من تاريخ عطائها، وأن تكون تلك المحطة ماحققته لنفسها بجدارة عبر تعلمها وقناعتها الكاملة بأن التعليم سيأخذها إلى حيث آفاق المساهمة الفعلية في البناء والتطوير، ولحسن طابع البحرين أن استشعرت نساؤها تلك الحاجة مبكراً، وقررن مواجهة كل تحديات التغلب على موانع وتحديات وعوائق التغيير، ولم يكن ذلك بالسهل أبدا).