العدد 4237
الخميس 21 مايو 2020
banner
كيف نحرر المحرر في اليمن؟!
الخميس 21 مايو 2020

لا أعلم إن كنت أصدق نفسي القول إن قلت إنني لم أتوقع ما استجد من أحداث على الساحة اليمنية، فعلى الرغم من أن أي متتبع للوضع في اليمن كان من الممكن أن يتوقع ما يحدث اليوم، لكن ما لم أتوقعه هو توقيت حدوثه وسرعة تواتره.

فبعد أن تم التوقيع على اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي في نوفمبر الماضي عاد الوضع للتأزم اليوم خصوصاً بعد إعلان الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية في محافظات الجنوب اليمني... وذلك ما استفز قوات الحكومة الشرعية لتتحرك عسكرياً لقتال الجنوبي في عقر داره بمحافظة أبين ليعود الاشتباك بين الطرفين اللذين من المفترض أن يقاتلا جنبا إلى جنب ضد الحوثي.

رحا المعارك التي اندلعت مازالت مستمرة بين الشرعية والجنوبي في محافظة أبين “شرق عدن” حيث يتهم كل طرف منهم الآخر بعدم الالتزام باتفاق الرياض وبنوده، وفي ذلك يبررون عدم التزامهم بالاتفاق وحتى تحركاتهم العسكرية.

ما يحدث في اليمن اليوم أمر لا يمكن لعاقل أن يفقهه، فالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي يصران على أن يقاتلا بعضهما عوضاً عن توجيه أسلحتهما للحوثي، وذلك ما لا يمكن تفسيره بغير إعلاء المصلحة الفئوية والقبلية والجهوية على المصلحة القومية.

تدخل المملكة العربية السعودية في اليمن كان بطلب من الحكومة الشرعية التي استنجدت بالسعودية والمجتمع الدولي لإنقاذ اليمن من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لكن ما يحدث اليوم أن اليمنيين أنفسهم لا يسيرون في المسار الصحيح لدحر الحوثي في ظل انشغالهم بالصراع على السلطة!.

على الطرفين أن يعيا أمرا واحدا، أن الخاسر الأكبر من تفوق الحوثي -وهو الأمر الحتمي في ظل الاختلاف والشقاق بين الشرعية والانتقالي - هو جميع اليمنيين، بما فيهم الشرعية والانتقالي وأن الاقتتال في عدن لا طائل منه اليوم، فعدن محررة من الحوثي، لكن إن استمر القتال بين الشرعية والانتقالي سيقع ما لا تحمد عقباه بالتأكيد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية