العدد 4233
الأحد 17 مايو 2020
banner
“بينها وبينه”!
الأحد 17 مايو 2020

ثمة علاقة منهكة بين قوة جذب وشد تروقني كثيرا! فأنا ممن يعشقن كل غريب وجديد، وإن بدوت في صورة امرأة كلاسيكية تعزف البيانو وتهوى ركوب الخيل، ولا تبدأ يومها دون فنجان قهوتها المعتاد! إن صادفت من تشبهني لا تعجل كثيرا في إصدار حكم مسبق عليها، فقد تكون كل الحكمة المصطنعة غلافا لجنون على غير هوادة، وإن صادفتها في جنونها، لا تظلمها، فقد تكون شاهدا على ما لن يصدقه غيرك عنها، هي وجهان لعملة واحدة، تتأرجح بين كفتي ميزانها الخاص، وفي كل الأحوال أنت الرابح الأكبر ولا أحد سواك.

عزيزي الغائب الحاضر، لماذا تفترض أن أمرا خارقا يجمعني بك، وتستغرب راحة نفسك عند لقائي وتجمع وتطرح وتقسم، فتستنتج أنه أمر فوق العادة، لا يستقيم أبدا!

من قال إن امرأة مثلي تود استقامة ما لا تؤمن به! كن كما أنت، وسأكون كما أنا، لا الريح تجمعنا ولا تفرق بيننا، وحينها تذكرني جيدا عندما تمنيت منذ عقد مضى أن يغيب عقلك في ثنايا الوعي واللاوعي، بين المنطق واللامنطق، مستميلا للبحث بين خبايا ذاتك معلنا استراحة المحارب... متسائلة وكلي أمل أن تستفيق على ما تبغي دون عناء الموازنة الفكرية الدقيقة، أن تكون حرا طليقا كما كنت وليدا.

 

وإن لم تكن تعلم فدعني أخبرك، ففي كل القراءات والبحوث لا حقيقة للخوف سوى ما نصنعه نحن وحدنا، نعيشه ونرسمه ونسجن أنفسنا فيه، ثم نلوم الآخرين على تقصيرهم في عدم استيعابهم ذاتنا، أو تقبلهم لنا، والواقع يقول إننا من نترجم أنفسنا بلغة خاطئة قد تكون سببا كفيلا برسم جدران تحول بيننا وبين الآخرين أو بالأحرى بيني وبينك! تحياتي لك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية