+A
A-

يوسف البوري: حالة العوز الموجودة تنعدم إذا حدث التكافل الاجتماعي

قال يوسف البوري رئيس مبادرة بذرة خير، مبادرة نستثمر فيها طاقات الشباب البحريني، والمنافسة والتسابق هدف مشروع ولكن بالطبع ليس الغاية والتعمق في هذه الجانب قد يغير من اتجاهات أي مشروع.

وقدم اعتزازه وتقديره لأصحاب الايدي البيضاء لعطائهم، فكم من بسمة زرعوها وكم من دمعة مسحوها، وقال البوري تبقى الأمور المادية من العوائق والصعوبات الرئيسية كونك تعمل بشكل تطوعي.

وأكد البوري كل من حسب استطاعته هناك من يستطيع ان يدفع الدينار وهناك من يدفع ١٠٠ ألف دينار، ونرى اليوم سهولة التبرع من خلال المنصات ووسائل التكنولوجيا (بنفت بي)، (أي بن).

عرفنا وحدثنا عن بذرة خير وكيف كانت البداية؟

مشروع بذرة خير مبادرة وطنية انطلقت في عام ٢٠١٥ م اي من حوالي خمس سنوات تحمل بين طياتها ابعاد دينية وتربوية واجتماعية وبيئية، ذات انعكاسات إيجابية على الواقع الذي نعيشه، نستثمر فيها طاقات الشباب البحريني من أجل خدمة وطنهم والارتقاء به، وقال البوري: جاءت الفكرة بعد سلسلة من المشاريع الخيرة لتكون المعبر الذي نزرع من خلاله بذور الخير في أنحاء الوطن الغالي في مختلف الوسائل وبناء شراكة مجتمعية وترسيخ واقعي لمبادئ التكافل والتكامل المجتمعي وتنمية الحس بالمسؤولية اتجاه جميع شرائح المجتمع.

أذكر لنا بعض المشاريع ومساهمات مبادرة بذرة خير؟

 تبنت بذرة خير الكثير من المشاريع منذو انطلاقتها، وكان أول مشروع لها هو تشجير المساجد للطائفتين الكريمتين في مختلف المناطق بهدف تعزيز اللحمة الوطنية بين ابناء البحرين، و الاحتفال بالأيام العالمية من كل سنة منها: اليوم العالمي للعمل الخيري واليوم العالمي للتطوع، يوم المعلم، يوم المرأة العالمي ويوم المرأة البحرينية، يوم المسن، ويوم الصحة العالمي، وتكريم عمال النظافة تقديرا لعطائهم، وحملات تنظيف عدد من سواحل البحرين، وفعالية كسوتهم حياة بنسختين لجمع الملابس المستخدمة وتقديمها لضحايا الحروب والنزاعات وبالتعاون مع السفارة الفلسطينية، وبمناسبة العيد الوطني أقمنا بطولة الإخاء الكروية بالتعاون مع نادي بوري الرياضي والثقافي تحت عنوان "وطنُ يجمعنا" تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، وساهمت المبادرة في تركيب عوازل الامطار للأسر المتعففة و المحتاجة .

كونك رئيس المبادرة هل تسعون للمنافسة والتسابق في مجال العمل الخيري؟

نحن هدفنا الاسمى من هذه المشروع هو دعم و رفد العمل الخيري و التطوعي في البحرين و الاسهام فيه و الارتقاء به، ولنساهم مع كافة العاملين في هذا المجال، ولكن تبقى المنافسة و التسابق هدف مشروع ولكن بالطبع ليس الغاية و التعمق في هذه الجانب قد يغير من اتجاهات أي مشروع، ونحن شاركنا في عدة مسابقات من بينها مسابقة السيدة محفوظة الزياني للمشاريع الخيرية و التطوعية و حققنا المركز الأول و الثاني لأفضل مشاريع اجتماعية تحقق تأثير إيجابي فاعلا و ملموس على الواقع المعاش في البحرين او أي بقعة من العالم وقد نظمتها منظمة شمس السلام ، و حققنا جائزة جامعة كابلين في منطقة كامبريج في بريطانيا كأفضل مشروع تنموي خيري .

ماهي مساهمتكم لتصدي لفيروس كورونا المستجد؟

في ظل هذه الظروف كان لنا تنسيق وتعاون مع مؤسسات قرية بوري في تنظيم حملة توعوية لمؤازرة مملكتنا لتصدي لازمة كورونا من بينها حملة التعقيم وكافة الأنشطة التي أقيمت بالتعاون مع المؤسسات وكذلك قمنا بتوزيع الكمامات، المطهرات، المعقمات على الاسر المحتاجة والمتعففة على مرحلتين وبالإضافة الى الجانب التوعوي التي أطلقته المبادرة.

في شهر الخير يسعى الجميع لرسم البسمة على وجوه الكثير، ماهي المساهمات التي تم إعدادها لشهر رمضان المبارك؟

منذو الانطلاقة وشهر رمضان من احدى الشهور التي تتميز وتنهض بها مبادرة بذرة خير، ولعل من اهم الفعاليات التي ندأب على إقامتها هو الإفطار إلى الجاليات المسلمة " إفطار صائم " ويستفيد من هذه المبادرة ما يقارب ١٥٠ شخص، وتوزيع قسائم المشتريات ووجبات الافطار على الاسر المحتاجة والمتعففة، وإقامة المسابقات وتقديم الهدايا المالية والعينية، بالإضافة الى توزيع كسوة العيد في نهاية شهر رمضان المبارك.

بالطبع هناك أيدي بيضاء امتدت لكم ووقفت بجواركم ودعمتكم فما هي الكلمة التي توجهها لهؤلاء؟

بلا شك ان محطات الخير في بلادنا كثيرة و رجال الخير كثيرون أيضا ، و لمن يدعمون العمل الخيري في البحرين بشكل عام  نسجل اعتزازنا و تقديرنا لعطائهم ، فكم من بسمة زرعوها و كم من دمعة مسحوها ، و مساهماتهم عامل مهم في تغير حال الكثير من الاسر و الافراد اي تغير واقعهم من حالات سلبية الى حالات إيجابية ،و من هنا عمدنا في هذا الشهر الفضيل تقديم برنامج " بذور الخير" الذي استضاف فيه رواد العمل الخيري في البحرين ، و من خلال هذا البرنامج استعرض الرواد عدد من المواقف ونماذج من المساهمات للعطاءات التي اثمرت بذور الخير، لتشجيع الجميع على بذر الخير و العطاء خصوصا في هذا الشهر و الظروف الاستثنائية التي نمر بها و لبيان نتائج العطاء ، نحن مدينون لهؤلاء و الجزاء الأكبر هو من رب العالمين ، وكما ذكر في القرآن الكريم(والله يُحِبُّ المحسنين) .
 
هل هناك صعوبات تواجهكم؟

طبعًا لا بد من الصعوبات في جميع المشاريع خصوصا في المشاريع ذات الطابع الخيري والتنموي وهذه هي طبيعتها، ولكن تبقى الأمور المادية من العوائق والصعوبات الرئيسية كونك تعمل بشكل تطوعي، وكذلك التفرغ للعمل التطوعي لم يعد كسابق نظرا للظروف والضغوطات ومشاغل الحياة فأصبح من الصعب ان نجد المتفرغ او الذي يعمل من دون مقابل، وهذه هي اهم الصعوبات التي تواجه العمل الخيري والتطوعي.
 
ماهي نظرتكم المستقبلية والقريبة للمبادرة؟

يراود كل مشروع طموح يتطلع له وخذه من الأمور الإيجابية ان تتطلع الى الأفضل، طموحاتنا في هذا الشأن كبيرة وأهمها تواصل مسيرتنا التطوعية بزخم أكبر وطموح أقوى والتوسع في عدة مشاريع، ونثري مع أخواتنا في العمل التطوعي المشهد البحريني ونكون حاضرين بقوة ونسهم في ارتقاء في هذا المجال من اجل وطننا الغالي، وبالطبع ان يكون لنا مقر وإيرادات ثابتة، ونتمكن من إقامة المشاريع المختلفة التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، هدفنا الذي نسعى إليه هو الارتقاء في المجتمع بكافة جوانبه.

كلمة أخيرة

في الختام، حري بنا ان نعزز من صور التكافل الاجتماعي في هذا الشهر الفضيل وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية وفي سائر العام، على كل فرد ان يتحمل مسؤوليته اتجاه فعل الخير لكي يكون شريك بالعطاء في شتى الصور حتى ولو بالقليل كل من حسب استطاعته هناك من يستطيع ان يدفع الدينار وهناك من يدفع ١٠٠ ألف دينار، ونرى اليوم سهولة التبرع من خلال المنصات ووسائل التكنولوجيا (بنفت بي)،(أي بن)، والتكافل الاجتماعي اصبح ضرورة من ضروريات التي تنهض بالمجتمع ، وان حالة العوز الموجودة تنعدم إذا حدث التكافل الاجتماعي ، و اصبحنا اليوم في البحرين نمثل صورة رائعة من التكافل و التكامل الاجتماعي.

فاطمة محمد حسين – طالبة إعلام في جامعة البحرين