العدد 4183
السبت 28 مارس 2020
banner
معنى الضمير في استقبال رموز التقدير ومرافقة الابن الكبير للأمير
السبت 28 مارس 2020

معنى الضمير في استقبال رموز التقدير ومرافقة الابن الكبير للأمير
“كلمات للأمير نقية.. ومن القلب مروية”

من أجمل وأروع تجليات فلسفة التنوير للضمير في المجتمعات الإنسانية حينما يحكُمها مَلِك محبوب.. وتشتد فيها اللُّحمة والمودة والترابط بين رموز العز والشعوب.. ترابط يقوَى كُلَّما امتدت وتشابكت الأيادي وتعانقت القلوب..

ويرتفع فيها التقدير لمَلِكٍ مُفدَّى ووليِّ عَهدٍ أمينٍ استقبلا أميرَ الضميرِ بِجَلالٍ كالذهب مصبوب.. فَقَرَّت أعين البحرين قادةً وشعباً لشفائه حمدا لله عز وجل بدمعِ فرحٍ مسكوب.. واشرأبت أعناق المُحبين تنظُر وتنتظِر قدومه لأرضٍ مباركة فيها النفوس تذوب.. أرضٌ أحبَّها وأحبَّتْه وأكرمها فأعطته مكانةً وقدراً وسمواً يجذِب القلوب..


أميرٌ تقي نقي رَفَعَ يده للسماء شكرا لرب عظيم يغفر الذنب ويستجيب من العبد سؤاله.. مثمنا للمليك المفدى وولي عهده الأمين ما أغدقته قلوبهم رعاية ومتابعة له حضورا وصوتا ورسالة.. ومبتهجا بحبور أفراد أسرته المالكة وكل محبيه في أرضه بما دعو الله بمشافاته بدعاء الأولياء رموز الإيمان والأصاله.. رمزٌ كسفينةِ نوحٍ لأمة تعلقت به في مَكْرهٍ مؤقتٍ لوباء مُفَتِّتٍ أشار لهم بأمان الله منه بصدقِ إنسانٍ صاحب رساله..


قد أسس مدرسة نابضة بالحياة يقودها ابنٌ كبيرٌ كريمٌ بارٌّ على اسم أمير المؤمنين علِيٍّ {عليه السلام} لم يشهد لها التاريخ نضوب.. وله من البنون تِباعاً “ابنٌ وبِنتٌ” أخيار أبرارٌ سقاهم عِلما وحِلما ونورا يزيل الهَمَّ والكروب.. فهم أخوةٌ ثلاثةُ شيوخٌ متحابون أجلاء وأوفياء لأبيهم، وبهم الضمير يتلألأ نورا وقيادة بمقام يعسوب.. وصفاتهم السخاء والجود والكرم، وحُبُّ من في السماء ومن في الأرض على جبينهم مكتوب.. وله أحفاد أفاضل أخيار تتجلى وتتسامى الإنسانية في أعماقهم وتحتار لأي منهم تتصدر وتنوب.. وبوجودهم وقربهم تحلو حياة الأمير وتُزهِر ورداً عَبَقه في كل مكان يجوب..       


أميرٌ عَلَمٌ أسَّسَ جذورا للضمير تُزيل القطيعة وتُطيل أعمارا وآجالاَ.. وقلب كبير يستوعب الدنيا إنسانية بما تُخفيه غربا وشرقا وجنوبا وشِمالاَ.. وكيانٌ تَكامَلَ بابنهِ عَليٍّ وإخوته وأحفاده، يرى فيهم الأمير للضمير تواصلا واتصالاَ.. هم قرة عين الأمير ويداه التي يشير بها للأجيال، أن انهضوا شبابا “نساء ورجالاَ”.. وهم نور أمير الضمير الذي يُستَضاء به ويُستَمَد منه ترابطا ووِصالا.. وهم السبيل لتحقيقِ رِؤيةٍ جريئةٍ تجدد عهدا وولاء وتخدم أجيالا.. وهم الطريق لتنميةٍ مستدامة تذلل الصعاب وتدفع الطموح لتفتح فُرصا وأعمالا..


وبِرًّا بأبيه، وقف الكبير عَلِيًّا مُرافقا له في حِلِّهِ وترحاله مخلصا يرص الأرض إنسانيةً وبنيانَ.. فانحنى له الضمير إجلالا لأبيه حين رأى فيه الوفاء عنوان.. ونفض الغبار عن أُمَّةٍ اعتادت سَلْكَ مسلك أخَلَّ بالإنسانية أزمان..

فاستيقظت من غفلتها حين رأت نوره مُشْرِقا أضاء الدنيا بطيف الحُب ألوان.. فهل من مزيد يرتجيه المُحِبُّون بِعَلِيٍّ تَعلُّقاً، فترتوي أفئدتهم ماءً نقياً لتستقر حياتهم أمناً وأمانا..؟ نعم..!


فهو نهرٌ خالد من الأخلاق لا يجِف ولا يتوقَّف.. وأُذنٌ صاغية واعيةٌ تسمع ولسانٌ عذبٌ لا يتأفَّف.. وعينٌ تنظر بعطفٍ وقلبٌ حنون مُرهَف.. ويدان مبسوطتان كرما وراوية لا تَنْشَف.. وسِراجٌ منيرٌ بأقوال صاغها أفعال تُرى وتُوصف.. ونفسٌ تنحني تواضعا وضميرٌ على الخير يَأْلَف.. وجوادٌ ابنُ جوادٍ بالعطاء والسخاء يجود ويتشرَّف.. وعَلَمٌ ابنُ عَلَمٍ في الذكاء والإبداع يمتد ولا ينحف.


فمن يبحث عن سر النجاح والوفاء عند أمير الضمير.. فسيعلم أن الأمير قد أغدق إنسانية وعلما وفكرا وثقافة لمحبيه بفلسفة التنوير.. واشتدت سواعده قُوة وثباتا بسواعد مخلصة من محبيه، تخطط بذكاء لأعمالهِ وتُدير.. سواعدٌ تُنفِّذ وتُوجِّه بحكمة وروية لكل أمرٍ يسير وعسير.. ورجوعا لمقام سموه حين تحتار كيف تختار، فمنه تستلهم وتنهل وتستشير.. فسر ديمومة نجاحه كمملكة نحلٍ كل عضوٍ فيها شعلةُ يعسوبٍ تتحرك وتسير.. فمنهم ملازم يتعلم وينهل حِكَماً وذكاءً من بسط أياديه الحرير.. ومنهم مبادرُ خيرٍ ومجتهدٍ يعمل لأميره ليل نهار بصدر رحب كبير.. ومنهم أبطال أشداء في الميدان يصولون ويجولون ويذودون عن الأمير.. وبتفانيهم يَسْعدُ الأمير بهم ويَصعدُ الضمير درجاتٍ بحسن الاختيار لهم والتقدير..


وموقف صدقٍ يبوح به اللسان تشريفا لكل محب يكون لرموزه وأرضه وقومه خادم.. وحَقًّا بحَقٍّ يُقال أن محبي أمير الضمير يجلونه احتراما ومودةَ متيم عائِم.. وتواترت في محبيه الطيبات من الأفعال واكتملت فيهم صفات أولياء الصدق والمكارم.. فَجَمْعُهم للحب والصدق والإخلاص سمة من سمات من في بلاغة الشعر ناظم.. ووفاؤهم في ارتداء ثوب النقاء لبياض في قلوبهم له أثر عند رب العوالم..    


فطوبى لمن يزرع خيرا في الأرض ويُحيِي من عليها ليُعطيهم أملا وارتياحا للعيش القرير.. ويقطع شرا وجهلا يُعَطِّل الأرض ويحقنها فُرْقَةً بعقولٍ أفسدها متنمر شرير.. ويفك طوقا يخنق الأرض احتباسا وحرارة بسواد كربون مستطير.. ويحفظ الأرض من ضياع وعدم انصياع وهدر ونضوب خير وفير.. فسلام على أميرِ مقتدر أعطى من روحه للإنسانية الشيء الكثير.. ليخلصها من شر الشيطان وجنوده بدعوة عَوْدٍ حَميدٍ إلى الله العلي القدير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .