+A
A-

الصالح: السيطرة على انتشار الفيروس يتطلب عمل جماعي مشترك بالامتناع عن نشر الشائعات والالتزام بالإرشادات الصحية

أكدت سعادة الأستاذة فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة بأن الأرقام الحالية للحالات القائمة ومصدر إصابتها من الخارج تعطينا التطمين اللازم لوضع المملكة الحالي، ولكنها أكدت ضرورة الاستعداد من الناحية الطبية لاحتمالية وجود طفرة بعدد الحالات القائمة، وأنه عندما تتصاعد الأرقام وتكون هناك طفرة بالحالات القائمة على المستوى المحلي يجب أن تعطى الأولوية وتوفير العلاج والعزل بالمستشفيات للحالات الحرجة، وسيُوفر العلاج لبقية الحالات القائمة غير الحرجة على أن تعزل نفسها في غرف منفصلة في سكنها، وبهذه الطريقة سيتم تركيز الجهود الطبية بالمستشفيات للحالات الحرجة، وبالتالي التقليل من عدد الوفيات جراء هذا الفيروس لا سمح الله.

مشيرة إلى أنه وضمن الإجراءات أيضاً في حال وجود طفرة في عدد الحالات القائمة هو تفريغ وحدات العناية المركزة وأسرّة المستشفيات لتوفير الطاقة الاستيعابية الكاملة للحالات الحرجة التي تتطلب الرعاية الطبية اللازمة، مطمئنةً الجميع بأنه تحت أي ظرف سيحصل المواطنون على كافة مستلزمات الرعاية الطبية اللازمة من علاج وغيرها.

وواصلت وزيرة الصحة أنه بجانب الخطط الطبية وفي حال وجود طفرة في الحالات القائمة فإنه سيتم الاضطرار إلى وضع تدابير إضافية لتجنب المخالطة، وستكون هذه الإجراءات مؤقتة ولكنها ستلعب دوراً فاعلاً في الحد من انتشار الفيروس، مؤكدةً بأن الوضع من النواحي الطبية لمواجهة فيروس كورونا في المملكة تحت السيطرة، ولكن من منطلق المسؤولية الوطنية يجب أن يتم الحديث بواقعية وشرح الخطط المستقبلية الموضوعة للسيناريوهات المحتملة لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد – 19). معربةً عن تمنياتها بعدم الحاجة لكافة الإجراءات المحتملة التي قامت بالحديث عنها اليوم.

وقدمت سعادة الأستاذة فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة تعازيها الحارة لأسرة وذوي المواطنة البالغة من العمر 65 عاماُ التي توفيت اليوم، والتي كانت تعاني من أمراض وظروف صحية كامنة أخرى وكانت إحدى الحالات القائمة لفيروس كورونا (كوفيد – 19)، مشيرة إلى أنه بحسب منظمة الصحة العالمية فإن المعرضين للخطر بشكل أساسي هم كبار السن أو الذين لديهم أمراض كامنة مثل أمراض الضغط أو مشاكل بالرئة، معربةً عن تمنياتها من الجميع الاهتمام باتباع الإرشادات الطبية والإجراءات الاحترازية.

وأكدت الصالح بأن السيطرة على انتشار هذا الفيروس تتطلب عمل جماعي مشترك من قبل الجميع من خلال الامتناع عن نشر الشائعات واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة، والالتزام بالإرشادات الصحية المتعلقة بالنظافة الشخصية من غسل للأيادي بالطريقة الصحيحة وتجنب الاختلاط بالآخرين، والامتناع عن حضور التجمعات العامة سواء كانت اجتماعية أو دينية أو غيرها.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) مساء اليوم في مركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب بمستشفى قوة دفاع البحرين (المستشفى العسكري) للحديث عن مستجدات فيروس كورونا والخطط المستقبلية لاحتوائه ومنع انتشاره.

من جانبه، أكد الفريق طارق بن حسن الحسن رئيس الأمن العام رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث أن ما حصدته مملكة البحرين من إشادة دولية من قبل مختلف المنظمات العالمية جاءت نتاج الرؤية السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، تدعمها الجهود الوطنية المخلصة التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مشيرا إلى أن فريق البحرين أظهر ولاءً وتفانيًا وإخلاصًا في أداء مهام عمله تحت راية الوطن بكل جدارة للحفاظ على صحة وسلامة الجميع.

وأوضح الحسن أن مملكة البحرين تفوقت على نظيراتها وكثير من الدول بما اتخذته من خطوات استباقية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد - 19)، كما أن الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها من فحص وحجر وعزل وعلاج أسهمت في السيطرة على عدد الحالات القائمة.

وقال الحسن إن تصاعد انتشار الفيروس عالميًا وما يرافقه من تصاعد في أرقام الحالات القائمة وإعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا (كوفيد 19) أصبح جائحة يدعونا أن نكون على استعداد وبكامل الجهوزية في حال ازدياد الحالات القائمة، فبالرغم من تقليص عدد الرحلات القادمة إلى مملكة البحرين من العديد من الوجهات واتخاذ إجراءات صحية احترازية صارمة للقادمين من الدول المتفشي فيها الفيروس، إلا أن الحدود يجب أن تكون مفتوحة فلا يمكننا أن نعزل أنفسنا اقتصاديًا واجتماعيًا عن بقية العالم ولكن يمكننا اتخاذ المزيد من الإجراءات لاحتواء ومنع انتشار الفيروس.

وأكد سعادته أنه بأمر من صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء فإن الجهات المعنية في المملكة قد كُلفت بضمان توفير المخزون الغذائي اللوجستي للمملكة والذي تعمل وزارة الصناعة والتجارة والسياحة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتنفيذ ذلك ووضع الآليات المناسبة لكافة السيناريوهات المحتملة. مشيراً إلى أنه وبتوجيه ومتابعة من الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية فقد تم وضع اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث في انعقاد دائم وتم تفعيل المركز الوطني لمواجهة الكوارث منذ مطلع هذا العام لمتابعة الموقف محليًا وإقليميًا ودوليًا والعمل على التنسيق لتحديث الخطط الوطنية وتطويرها أولًا بأول وبحسب الموقف.

وتابع الحسن أنه وكإجراءات احترازية إضافية فقد كلف مجلس الوزراء الجهات المعنية بالحد من التجمعات التي تزيد عن 150 فرداً، منوهاً بأنه وضمن الإجراءات والتدابير المتبعة أيضاً منذ بداية التعامل مع الفيروس لاحتوائه ومنع انتشاره هو تنفيذ آلية لمعرفة تفاصيل أثر المخالطين وأماكن تواجدهم بالتنسيق مع إدارة الصحة العامة ومحاولة الوصول إليهم في الوقت المناسب حفاظًا على سلامتهم وسلامة ذويهم والمجتمع، كاشفاً عن أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل تواجد كافة الحالات المخالطة فور توفر المعلومات واطلاع الجميع على مواعيد وأماكن تواجد هذه الحالات عبر موقع وزارة الصحة بشكل محدث من أجل تعزيز حماية المواطنين والمقيمين، مضيفاً بأنه يجب على كل من يجد معلومات بالموقع تفيد بتواجده أو تواجد أحد من اقربائه أو معارفه بموقع تواجد أحد الحالات القائمة أو مخالطيها الاتصال فوراً بالرقم 444 واتباع التعليمات التي سوف تعطى له.

وأشار الحسن إلى أن هناك برامج ينفذها جهاز الدفاع المدني لا تتضمن التعقيم فقط وإنما أيضًا هناك برامج لتدريب عدد من موظفي الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة وكذلك الشركات المتخصصة من شركات التنظيف والحراسة للقيام بعمليات التعقيم ذاتيًا، وسوف يتم التوسع في برامج التدريب لتشمل شرائح أخرى وحسب الإمكانية والحاجة. منوهاً بأن إدارة الأمن الإلكتروني تتابع ما يتشر في وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من عدم إثارة الشائعات التي قد تؤثر على الأمن والسكينة العامة والرد عليها واتخاذ الإجراءات القانونية بصددها، لافتاُ إلى أن هناك عدد من الأمثلة التي تم التعامل معها وفقاً للقانون مؤخراً وتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام المختلفة.

ونوه الحسن إلى أهمية تعزيز المسؤولية المجتمعية للأفراد والمجتمع من خلال تطبيق الممارسات الصحية السليمة بالحفاظ على النظافة الشخصية وتجنب الاختلاط بالآخرين، وتجنب التجمعات والالتزام بمعايير وتدابير عدم المخالطة، مضيفًا أن الوعي الذي يتمتع به أبناء البحرين يسهم في نجاح كافة الإجراءات الاحترازية.

من جهة أخرى، أكد سعادة السيد زايد بن راشد الزياني وزير الصناعة والتجارة والسياحة حرص الوزارة وبالتنسيق مع الجهات المعنية على توفير المخزون الكافي من السلع الغذائية الاساسية في مملكة البحرين، ووجود الآليات المناسبة والخطط البديلة للتعامل مع المستجدات الطارئة فيما يخص تطورات فيروس كورونا (كوفيد 19) لمتابعة المخزون الغذائي وتأمينه، داعيًا المواطنين إلى عدم التهافت على المحلات للشراء والتخزين.

وأوضح الزياني أن الوزارة تعمل على وضع الآليات والتدابير اللازمة كي لا يتأثر قطاع الأعمال في مملكة البحرين جراء تداعيات فيروس كورونا، حيث تم عقد اجتماع تنسيقي بين الوزارة وغرفة تجارة وصناعة البحرين لتوحيد الجهود من أجل الدفع نحو استمرارية عجلة التنمية الاقتصادية للمملكة والعمل على احتواء أي انعكاسات على القطاع التجاري، مشيدًا بالمبادرات التي يتبناها أصحاب الأعمال والمؤسسات والبنوك من منطلق المسؤولية المشتركة في ظل الظروف الحالية.

ونوه الزياني بكافة الجهود التي يقوم بها فريق البحرين من خلال الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، مؤكدًا على الدور الحيوي الذي تقوم به كافة الجهات ذات العلاقة في إتاحة كافة المعلومات بصورة مستمرة عبر مصادرها الرسمية وفي مختلف وسائل الإعلام.

وقال المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا: "بالنسبة للحالات القائمة فإن الأعداد في وضعها الطبيعي، حيث بلغ العدد الكلي للحالات القائمة حتى اليوم 64 حالة للقادمين من الخارج كلها مستقرة ما عدى حالتان فقط هي تحت العناية، فيما بلغ العدد الكلي للحالات القائمة للقادمين ضمن خطة الإجلاء 85 حالة قائمة جميعها مستقرة، كما تم الإعلان صباح اليوم عن حالة وفاة لمواطنة بحرينية تبلغ من العمر 65 عامًا، لديها أمراض وظروف صحية كامنة وكانت إحدى الحالات القائمة للفيروس".

ونوه القحطاني بأن الفرق الطبية تقوم بالرعاية اللازمة لكافة الحالات القائمة وفق البروتوكولات الطبية العالمية المعتمدة، وهو الأمر الذي مكن المملكة عبر الرعاية اللازمة من تشافي 77 حالة حتى اليوم وخروجها من مراكز العزل والعلاج، إلى جانب خروج 147 شخص من الحجر الصحي الاحترازي بعد استكمالهم فترة الــ 14 يوما، مؤكداً بأنه يتم إجراء الفحوصات المختبرية المطلوبة للتأكد من خلو كافة المتعافين والخارجين من الحجر الصحي من فيروس كورونا (CONID-19).

من جانبها، تطرقت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي إلى الوضع الصحي للحالات القائمة حيث بينت أن 62 حالة مستقرة من 64 حالة بينما هناك حالتان فقط تحت العناية، في حين أن كافة الحالات القائمة للقادمين ضمن خطة الإجلاء البالغ عددهم 85 حالة هم في حالة مستقرة. مشيرةً إلى أن وفاة المواطنة البحرينية البالغة من العمر 65 عاماً جاء لكونها كانت تمر بظروف صحية كامنة ولديها أمراض إلى جانب أنها كانت إحدى الحالات القائمة لفيروس كورونا (COVID-19).

منوهةً بأن كافة الحالات في مراكز العزل والعلاج أو مراكز الحجر الصحي الاحترازي يتلقون العلاج وفقاً للبروتوكولات الطبية المعتمدة عالميا وكل الرعاية اللازمة. مشددةً على ضرورة اتباع الجميع للإرشادات والتعليمات التي تصدرها الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا سواء كطرق الوقاية أو رفع المناعة أو الالتزام بالحجر المنزلي.