العدد 4163
الأحد 08 مارس 2020
banner
إيران... “الانقلاب العسكري” ومتطلبات المرحلة الجديدة (2)
الأحد 08 مارس 2020

معروف أن مكونات الشعب الإيراني متعددة وكثيرة، إنْ قومية وإنْ مذهبية وأيضاً دينية، لكن المفترض ألا تضيع هذه الفرصة التاريخية، فهذا النظام، بعد مهزلة الانتخابات الأخيرة، بات عبارة عن طغمة عسكرية منبوذة على رأسها وللأسف علي خامنئي الذي كان في عهد الشاه محمد رضا بهلوي أحد رموز المعارضة الإيرانية التي كان يلتقي في إطارها الجميع وعلى أساس حزب “توده” الشيوعي إلى جانب الملالي، فهذه الفرصة يجب أن يستغلها كل الذين تقع عليهم مسؤولية التغيير المطلوب الذي بات يريده الإيرانيون بغالبيتهم المطلقة وهذا إنْ ليس كلهم.

إن كثيرين من الذين كانوا قد راهنوا على آية الله الخميني، ولاحقاً على علي خامنئي، أصبحوا مطارَدين من هذه الطغمة العسكرية الحاكمة ومن بينهم الرئيس هاشمي رفسنجاني. وحقيقةً، إنه ثبت أن بعض الثورات كالقطط تأكل أبناءها، وهذا ينطبق على هذه الثورة سابقاً ومنذ الأيام الأولى ولاحقاً وحتى الآن، وهذا يعني - مرة أخرى - أنه على قوى المعارضة، التي كانت قد عقدت مؤتمراً توحيدياً في بروكسل قبل فترة، أن تنتقل فعلياً من الخارج إلى الداخل، وأن تستغل هذه الظروف التي غدت سانحة لتستبدل بنضال البيانات والأقوال الأفعال، ولتغلب العام الوطني على الخاص الشخصي، وهنا فإن هذه المسؤولية تقع على عاتق حركة “مجاهدي خلق” على اعتبار أنها المعارضة الإيرانية الرئيسية.

ثم وفي هذا الاتجاه أيضاً يجب أنْ يكون هناك ضغط عربي ودولي فعلي لإنهاء هذا التمدد الإيراني العسكري والسياسي والمذهبي وكل شيء في العديد من الدول العربية، كما هو واقع الحال في العراق وسوريا ولبنان وأيضاً في اليمن (الحوثية)، فهذا التمدد يعني تصديراً للأزمة الإيرانية الداخلية إلى الخارج، ويعني إلهاءً للشعب الإيراني بقضايا هي ليست قضاياه، وحقيقة إن بعض الإيرانيين ومعهم بعض العرب أيضاً يصدقون أن كل هذا التدخل الإيراني في هذه الدول العربية آنفة الذكر هدفه تحرير فلسطين والقضاء على “العدو الصهيوني”!.

وكل هذا في حين أن المعروف أن القوات الإيرانية في سوريا بقيت وعلى مدى كل هذه السنوات الطويلة تستهدف قوى المعارضة السورية، ولم ترُد حتى ولا بطلقة واحدة على استهداف الإسرائيليين لها على نحو شبه يومي، وهذا ما يجري في العراق الآن الذي بات وجود الإيرانيين فيه، إنْ مباشرةً وإنْ من خلال بعض التنظيمات المذهبية التابعة لهم، يشكل احتلالاً فعلياً لهذه الدولة العربية، والدليل أن الجنرال قاسم سليماني كان هو الحاكم الفعلي في بلاد الرافدين وأنه كان عائداً من دمشق إلى بغداد عندما تم مقتله. “الشرق الأوسط”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية