العدد 4158
الثلاثاء 03 مارس 2020
banner
كورونا و “الناس افضحونا”
الثلاثاء 03 مارس 2020

يبدو أنه حتى الفيروسات أحيانا “تطفر” من عيشتها وتحاول كسر الروتين، لتنتج طفرة فيروسية جديدة تتصدر العناوين الأولى والهاشتاقات وتحقق الشهرة، وبها ابتلينا اللهم لا اعتراض. وعلى الرغم من أن الجهود المبذولة لمكافحة الفيروس من قبل جميع الجهات المختصة يشاد بها ولا جدال في ذلك إلا أن “#كورونا_البحرين”، أخذ منحى مختلفا من قبل الأفراد، وانساق وراء نمط البلبلة الاجتماعية السائدة، فما إن أصيب أحد المواطنين بهذا الوباء حتى انتشر اسمه الثلاثي في جميع وسائل التواصل الاجتماعي وتفاصيل حياته الاجتماعية وعدد أفراد أسرته والحي الذي يقطنه والشوارع والممرات التي يسلكها في طريقه إلى العمل، مصحوبة بصورة “بروفيشنال” للمصاب، وكأنه طلب للبحث عن وظيفة.
لم يتوقف الأمر عند ذلك بل تم تذييلها “ديروا بالكم على الأطفال”! وكأن هذا الشخص المصاب مطلوب للعدالة؛ والحق أنه لو كان توزيعا لسيرته الذاتية طلبا لوظيفة ما انتشرت بهذا الاتساع. شخصيًا عندما وصلتني تلك الرسالة على الواتساب أصابتني الحيرة هل علي التحرز الآن من الوباء أم من الفضيحة؟ وهل أدعوا للمصابين بالشفاء أم بالستر من عواقب (الكورونا فيستا)؟
عبثا بحثت عن بعض المصداقية عند العصفورة تويتر... لأقرأ عن (أزمة الكمامات) ونظرية المؤامرة تطل من كل زاوية، وبت لا أعلم هل هو نمط الحياة الرتيب للبعض ما يدعوهم لـ (الولولة) كالندابات في الجنائز كلما ظهرت طفرة حياتية أو اجتماعية أو بيئية؛ أم أننا أدمنا التغريد والنواح على كل كبيرة وصغيرة.

ما يجدر بنا استيعابه في مثل هذه المرحلة أن هذه الأوبئة وما يشابهها من مصائب قد تمر بها المجتمعات تمثل اختبارا ومقياسا لرقي الثقافة المجتمعية والفردية وتحضرها تماما كما تظهر الشدائد معادن الناس، وإلا فإن كل ما سبق يدعو المرء إلى الانعزال... أدامكم الله بصحة وعافية ووقاكم شر المرض (نقطة)

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية