+A
A-

بالصور: قرية "الكاوبوي" بالمنامة.. بحرينيات وروسيات وأوكرانيات وأوروبيات بملابس الخيّالة

دخلت الى قرية "ذا ويسترن" بضاحية السيف، مساء يوم لطيف الجو، لعمل تغطية صحفية عادية، كأي تغطية أخرى، عن المكان، وعن الأهداف التي وجدت لأجله، والزوار ... الخ.

وبينما كنت أخطو خطواتي الأولى داخل القرية الزاهية والمضيئة، باغتني شاب يرتدي ملابس خيال "الكاوبوي" وهو ملثم الوجه وبيده مسدس معدني من (البلاستيك) اللامع، مشهراً إياه بوجهي قائلاً" وين تذكرة الدخول؟".

تفاجأت لوهلة بالموقف، قبل أن ابتسم، وأسلمه إياها، وهو يكمل" شرفتنا اخوي"، استمريت بالمشي بخطوات بطيئة، وانا أتطلع للمكان بانبهار، وأن أقول " ما الذي يحدث هنا؟".

بسيطة وعفوية

مع الانبهار المبدئي والمستمر لي من القرية، والتي بٌنيت محالها كلها من الخشب القديم، على طريقة المدن الريفية الامريكية في الجنوب، والتي يصور بها أفلام "الكاوبوي" عادة، فلقد كان هنالك عناية شديدة في بنائها وتصميمها، بحيث تكون بسيطة وعفوية، وتحمل لمسات يومية معاشه، وكأن الزائر هنالك بالفعل.

الأمر الآخر هو خيالة "الكاوبوي" والذي تخطوا كما قال لي لاحقا المصمم والمبدع عادل السهلاوي الألف خيال، كلهم متواجدون بأغلب الوقت، ومرتدون ملابسهم الجميلة، بتصاميم زاهية، ومختلف، فلكل منهم بصمته الخاصة، وتميزه بخلاف الآخر، آخرون تخفوا بهيئة شخصيات من الهنود الحمر، لكنهم أقل عدداً.

الرائع أيضاً، هو الساحة الرئيسية للقرية والتي صُمم على جانبها مسرح خشبي منخفض، قدمت خلاله -بأغلب الأوقات- وصلات أغاني "ذا ويسترن" من قبل شخصيات أجنبية وامريكية كانت حاضرة وسعيدة بالمشاركة.

منهم سيدات برعن في الغناء وفي عزف "الكمان" والرقص بطريقة "الجنوب الأمريكي" والذي يتركز على الخبط بقاعة الحذاء على الأرض، على أصوات الموسيقى الريفية الصاخبة.

مسابقة الثور

في زاوية أخرى، تُقام مسابقة الثور الأمريكي، والتي شارك بها الكثير من الزوار بسعادة جمة، بأن تصعد على ظهر الثور الآلي، ثم يتحرك بك يمنياً وشمالاً بسرعة، والفائز هو من يبقى عليه لأطول فترة ممكنة، متجنباً السقوط على الأرض.

في احدى البراحات القريبة، اهتم خيالة "الكاوبوي" وكلهم من الشباب البحريني الكادح، بمشاركة الأطفال والزوار بالصعود على ظهر الخيل والتقاط الصور معهم، مخيرين إياهم أن يلبسوا ملابس "كاوبوي" جميلة، تتناول مراحل التحول للريف الأمريكي بتلك الحقبة.

بيع الجلود

متاجر تجارية عديدة بنيت على الضفة من الساحة الرئيسية، وعلى امتداد القرية نفسها (من الجانبين) تقدم منتوجات وخدمات تجارية متنوعة، منها مطاعم، واستديوهات تصوير، ومحلات "انتيك"، ومحلات بيع ملابس وقبعات.

محال أخرى تبيع معاطف الجلد، والأحذية الجلدية الفاخرة، وقبعات "ذا ويسترن" الملونة والمميزة، وحدوات الخيل والتي أضيفت لها اللمسات الحرفية البحرينية الأنيقة، من جلود حيوانية مختلفة، بالإضافة لعرض أعداد كثيرة من الميداليات والأحزمة وغيرها الكثير.

ولفت انتباهي محل تم تصميمه بعناية بالغة على شكل حانة ريفية أمريكية بفيلم قديم، حين دخلته من باب الفضول تفاجأت بأنه مقهى يبيع شاي "الكرك"، طلبت واحداً، حين تذوقته كان طعمة لذيذا جداً.

استثمار الخشب

قرية " ذا ويسترن" بنيت بعناية فائقة، لم تفوت فيها أي تفاصيل، مهما كانت صغيرة، وهنا يمكن الإبداع وبتوقيع بحريني خالص.

ويقول المُبدع والمصمم عادل السهلاوي بأن قرية "ذا ويسترن" هزت أرجاء الكثير من الولايات الأمريكية من الانبهار والأعجاب، كأريزونا ونيو مكسيسكو وتكساس.

وأوضح السهلاوي للـ(البلاد) بأن لديه الآلاف من المتابعين من الأمريكان بحساباته في الـ(الفيس بوك) و(الانستغرام) بحكم مشاركاته الدولية بفعاليات (الويسترن) هنالك، مضيفاً" جاءتني مئات التعليقات والاتصال منهم، أنهم منبهرون وفي دهشة لا توصف من جمالية القرية وجمالية امسياتها".

وعن فكرة القرية قال" هي فكرة شخصية تبناها الأخوة محسن الساعاتي، وعبدالله الصفار، وعادل السهلاوي، وإبراهيم الملاحة، وبحيث تم استثمار الخشب الملقى في الشوارع والمهمل ليكون القرية التي تراها، والتي صممت بدون أي رعاة رسميين، وبعدد محال يصل الى 52، أجروها لمدة شهر وهي فترة تواجد القرية، ولدينا الطموح بأن نجددها لشهر آخر، ناهيك بأن رسم الدخول رمزي (دينار واحد)".

1500 زائر

وتابع السهلاوي" لقد كنت سعيداً حين علمت بأن هنالك اهتمام خليجي لنقل القرية اليها في فعاليات الترفيه والتسويق الإعلامي والسياحي، وباعتبار أن هذه القرية هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط".

من جهته، قال محسن الساعاتي وهو صاحب الشركة المشرفة على القرية، بأن العام الماضي نظم فعالية "اليارد" في حين نظم هذا العام فعالية قرية الكاوبوي والمكسيك والهنود الحمر، بخشب تم إعادة تدويره، ولقد اهتممنا بأن نساعد المطاعم والمؤسسات التجارية البحرينية الناشئة الصاعدة لأن تشارك، ولأن تبني لها اسم.

وعن الجنسيات الأجنبية المشاركة في تنظيم الحدث، قال "30 جنسية أجنبية من روس وأوكرانيين وأوروبيين ومن الجنسين، ولافتا إلى أن أغلب الزوار من السعودية، وبمتوسط حضور يومي من 1300 الى 1500 شخص، وهو رقم رائع ويعبر عن النجاح".