+A
A-

تقرير استخباراتي.. إدارة أوباما مسؤولة عن التدخل الروسي

في ضربة جديدة للحزب الديمقراطي كشف تقرير من الحزبين أصدرته لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي أن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ردت بشكل غير كاف على تدخل روسيا في الانتخابات عام 2016، وأرجع التقرير إخفاق إدارة أوباما في مواجهة التدخل الروسي إلى افتقار الحكومة في حينه للمعلومات وللخيارات السياسية المحدودة التي كانت متوفرة أمامها في ذلك الوقت، بحسب ما أفادت صحيفة الواشنطن بوست.

وأوصت اللجنة بأن تضع الحكومة استجابات محددة لحملات التأثير الأجنبي لحماية أفضل ضد التدخلات في المستقبل، ودمج هذه الجهود عبر الوكالات ومع حكومات البلدان الأخرى التي تتصدى للعدوان الروسي.

كما ذكر التقرير أن الرئيس يجب أن يكون أكثر مباشرة مع الرأي العام الأميركي بشأن طبيعة تلك التهديدات، وأن "يفصل نفسه عن الاعتبارات السياسية" عند التعامل مع تلك القضايا. كما يجب أن تتضمن هذه الخطوات وضع السياسة جانباً عند مخاطبة الشعب الأميركي بشأن تهديدات الانتخابات وحشد جميع موارد الحكومة الأميركية لمواجهة التهديد بفعالية"، كما جاء في التقرير.

استجابة أوباما الضعيفة للتهديد الروسي

إلى ذلك، وجد أن المخاوف السياسية لعبت دورًا مؤثرًا في استجابة إدارة أوباما "الضعيفة" للتهديد الروسي، حيث أدت مخاوف المسؤولين من تأجيج انتخابات مشحونة سياسياً بتحذيرات حول نشاط روسيا إلى رفع مستوى المخاوف، ما سمح للروس في النهاية برفع مستوى التدخل دون رادع نسبيا.

كما أشار إلى أن جزءا من المشكلة كان فهمًا غير مكتمل لنطاق التدخل وتأخر في الإسناد لمواجهة التورط الروسي. ووجدت اللجنة أن المدى الذي "يمكن أن تقوم به روسيا باستهداف الأنظمة الانتخابية والتلاعب بها" كان "غير معروف" في ذلك الوقت، كما كان نطاق التهديد غير مفهوم، لأن الإدارة كانت لديها مقاربة مختلفة تجاه روسيا.

وعلى الصعيد الداخلي، ذكر المسؤولون، أنه كان هناك نقاش ضئيل أو معدوم حول "استجابة ما قبل الانتخابات"، لأن الحكومة كانت "قلقة من التصعيد" مع موسكو.

ولفت التقرير إلى أن "المسؤولين" لم يعرفوا النطاق الكامل لقدرات موسكو وكانوا يخشون أن يحاول الروس التأثير على البنية التحتية الانتخابية.

مع ذلك، أشار التقرير المذكرو بوضوح إلى أن "الحكومة الأميركية لم تكن في وضع جيد لمواجهة نشاط التدخل في الانتخابات الروسية بمجموعة كاملة من الخيارات السياسيةً المتاحة".

إلى ذلك، حث التقرير على ضبط النفس من قبل المرشحين السياسيين عندما يتعلق الأمر بالتشكيك في "صحة الانتخابات المقبلة"، محذرا: من أن "مثل هذا الادعاء الخطير يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الأمن القومي والانتخابي".

"تهديدات الجوفاء"

وانتقد خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من لجنة الاستخبارات بشدة إدارة أوباما بسبب "التهديدات الجوفاء والردود البطيئة التعيسة" حول انتخابات عام 2016 والتي "ترجمت إلى ضعف ملحوظ من جانب الولايات المتحدة وهو ما دفع بوتين إلى استغلال هذا الضعف دون عقاب."

واتهم كل من السيناتور الجمهوري جون كورنين وتوم كوتون وجيمس ريش وماركو روبيو وبن الإدارة الأميركية السابقة بالفشل في الاستجابة للتحذيرات الاستخباراتية الواضحة، أو إنشاء رادع ضد التدخلات، أو اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة أنشطة روسيا قبل وبعد 8 نوفمبر 2016".

كما قال السيناتور الديمقراطي رون وايدن إنه كان يتعين على إدارة أوباما أن تبلغ المزيد من المشرعين، وأن تكشف بشكل علني أكبر عن نطاق وحجم أنشطة روسيا. وبدلاً من ذلك، في وقت كانت فيه الديمقراطية في البلاد تتعرض لهجوم مباشر وكانت الإدارة تأمل في الحصول على دعم من الكونغرس، رفضت إشراك لجان الاستخبارات بالكونغرس ما عمق التدخلات الروسية في الانتخابات.