العدد 4088
الثلاثاء 24 ديسمبر 2019
banner
هل الحكومة الجديدة لمواجهة الثورة؟ (2)
الثلاثاء 24 ديسمبر 2019

إن هذا الفريق المسيطر الذي يُجاهر بصلته المباشرة بإيران وتمويله المباشر منها، يريد رئيسًا للحكومة يستطيع أن يلمع واجهة لبنان في المحافل الدولية ويشحد المعونات النقدية والمساعدات التمويلية دون أن يغير من واقع الفساد شيئًا. وفي وقتٍ يُعاني فيه اللبنانيون من الأزمات الخطرة في مرحلة بالغة الدقّة تستلزم خطوات نوعية بالغة الجرأة، وتتطلب شخصًا استثنائيًّا، فإن تكليف حسان دياب جاء مُحبطًا وصادمًا للبنانيين بكل المعايير! ما ينذر بتشكيل حكومة مواجهة بدلاً من حكومة إنقاذ.

وهذا أسلوب معهود في قمع الثورات، يستبدلون الوضع السيئ بالوضع الأسوأ منه، بحيث يشعر الشعب الثائر بأن وضعه قبل الثورة كان أفضل من حاله بعدها! وهنا كارثة الكوارث؛ فإلى أين نحن ذاهبون؟ وَعن أيّة حكومة يتكلمون؟ السلطة التي استمرت في طغيانها وسارعت إلى بناء الجدران الأسمنتية لتفصل المجلس النيابي عن الشعب الحزين الغاضب، مستخدمة كل أساليب التقسيم والتفتيت بتخويف المنتفضين من هجمات العناصر الحزبية، في وقت أظهر فيه المتظاهرون وحدة وطنية رائعة عابرة للطوائف كلها، تمت “الاستشارات” لتّتمخضَ عن تكليفٍ لتأليف حكومة بلون واحد بمباركة معلنة من الولي الفقيه.

وَعلى الرغم من تَقديم الرئيس المكلّف نَفسه بأنه “مستقّل” إلا أن تسمية حزب الله ودعمه له كفيل بأن يثير الريبة، وَعلى الرغم من أن الرئيس المكلف أعلن أنه مع مطالب الثوار قائلا: “انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كلّ الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية”، إلا أننا لا نجد له موقفًا علنيًّا أو تصريحًا واحدًا داعمًا للانتفاضة صدر عنه طوال المدة الفائتة! فَعنْ أي تمثيل يتكلمون؟ الأيام القادمة ستحمل الكثير وسط توقعات بأن لبنان ذاهب إلى حكومة مواجهة.

فهل سيخضع الثوار لإرادة الحزب والعهد؟ أم أن الشعب سيرفض أن يكون جزءًا من مسرحية سوداء؟ فالشباب المنتفض اكتوى من ألاعيب الطبقة السياسية واكتشف خداعهم المستمرّ له ولم يعد يرضى بأقلّ من حكومة اختصاصيين تمهد لانتخابات نيابية مبكرة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية