لا أعلم لماذا يصر المسؤولون على نعت المواطن بصفات لا تمت له بصلة، فعلى الرغم من أنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن ما يتفوهون به غير صحيح، إلا أنهم يصرون على افترائهم تجاهه، فبالأمس القريب تصدر تصريح مسؤول له وزنه وباعه الطويل في مجال الاقتصاد والعمل وسائل التواصل الاجتماعي حيث صرح بأن ثقافة العيب والخجل سبب رئيس في عزوف البحريني عن العديد من الوظائف خصوصاً المهنية منها.
لا أعلم أين يعيش أولائك الذين يصرون على أن المواطن يتبطر ويتشرط في اختيار وظيفته، فعلى الرغم من أن اختيار الوظيفة التي تتناسب مع مؤهلات الفرد وميوله وطموحه حق مشروع إلا أنه على الرغم من ذلك يقبل البحريني العمل في العديد من الوظائف التي لا يرغب بها سعياً لتوفير لقمة العيش الشريفة له ولعائلته.
فرفاهية انتقاء واختيار الوظيفة المريحة ذات الرواتب العالية ليست متاحة غالباً في سوق العمل البحريني، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية وسياسات التقشف التي طالت جميع جهات التوظيف. لا أعلم إذا كان من وصف البحريني بأنه يخجل من الوظائف البسيطة قد لمح العامل في محطة البنزين أو المحاسب في البرادات الكبرى أو النادل في مطاعم الوجبات السريعة أو بائع الخضار والسمك في البسطات المتنقلة، لا أعلم هل كلف نفسه عناء شكرهم أو النظر في وجوههم التي أنهكها التعب ليعرف أنها تقاسيم بحرينية أبا عن جد.
لا أعتقد ولا هم أيضاً يعتقدون أن العمل في أية وظيفة أمر مخجل لكن من المخجل والمعيب أن نتستر على سياسات التوظيف والتدريب المعطوبة ونرمي بقصور التشريعات على الشباب البحريني الطموح بأن نتهمهم بأن عزوفهم عن الأعمال البسيطة سبب في استقدام العمالة الأجنبية بتلك الأعداد الهائلة حتى فاقت أعدادهم أعداد المواطنين.
لكن يبقى السؤال المطروح إذا ما كانت الحجة والعذر أن المواطن البحريني لا يقبل العمل في الوظائف البسيطة ذات المدخول المتدني، هل يمكن شرح وتفسير استبعاد وتهميش المواطن وتفضيل الأجنبي في الوظائف العليا والقيادية؟!.