العدد 4057
السبت 23 نوفمبر 2019
banner
القراءة وصناعة التغيير في حياة بيل غيتس
السبت 23 نوفمبر 2019

منذ طفولته، عُرف بيل غيتس بذكائه الحاد، وشخصيته الانطوائية المائلة للعزلة بشكل كبير، الأمر الذي خلق هاجسا لدى أسرته التي هرعت لعرضه على أخصائي نفسي قبل أن يتفاقم الوضع، فقد كان يقضي ساعات طويلة في القراءة مغلقا باب غرفته على نفسه، رافضا القيام بمهامه المنزلية، كما كان يرفض المشاركة في الحفلات المدرسية على اعتبار أنها مضيعة للوقت.

لقد أدرك بيل منذ صغره قيمة القراءة في توسعة أفقه، لذلك عمل على استغلال وقته والاستثمار في نفسه عن طريق التعلم الذاتي، لذلك لا عجب أن يبدأ في كتابة أولى برمجياته عند سن الـ 13، واليوم بعد سنوات من تراكم المعرفة، تضم مكتبته مجموعة هائلة من الكتب تقدر قيمتها بـ 30 مليون دولار أميركي، حيث يقرأ بمعدل خمسة كتب أسبوعيا ويقضي خلوة مع كتبه مرة كل عام لمدة شهر.

لقد ساهمت قراءاته المبكرة في تكوين رؤيته الخاصة والفذة التي تقوم على إيجاد الحلول لأية مشكلة وتنفيذها بأفضل طريقة ممكنة وفق خطة واضحة ومدروسة، يستقيها من الكتب، لذلك كان عقله يسبق جيله وأساتذته بسنوات، الأمر الذي جعله يتخلى عن دراسته في هارفارد - أعرق الجامعات الأميركية - عندما أدرك أن الجامعة لن تساعده في تحقيق حلمه في تغيير وجه العالم عبر برمجياته، ولولا قراره الجريء لم يكن ليؤسس شركة مايكروسوت التي غيرت مجرى التاريخ وجعلت الحاسب الآلي متوفرا تقريبا على كل طاولة.

كل واحد منا بإمكانه تبني قيم بيل غيتس والانطلاق من موقعه على هذه الأرض لتغيير العالم بطريقة إيجابية وجعله مكانا قابل للحياة، من خلال الأفكار الواضحة المبنية على “الرؤية – التخطيط – التنفيذ”، وهنا تكمن قوة الأفكار في صناعة التغيير وعمارة الأرض، ولهذا السبب خلقنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .