العدد 4055
الخميس 21 نوفمبر 2019
banner
من أين تستقون أخباركم؟
الخميس 21 نوفمبر 2019

على الرغم من أن العديد منا يختار أن ينأى بنفسه عن ما يحصل حوله من أحداث، خصوصاً تلك التي تتعلق بالسياسة، إلا أن كوننا أفرادا في نظام دولي نؤثر ونتأثر به ولا يمكن تجنبه، يجبرنا على الحرص على الاطلاع على آخر مستجدات الأحداث المحلية والإقليمية وحتى الدولية منها، فمع تطور وسائل الإعلام وتعددها تنوعت المنصات الإخبارية حتى بات التيقن والتحقق من الخبر أصعب بكثير من الحصول عليه، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب منها التكسب المادي السهل أو حب الشهرة والظهور، لكن أخطر هذه الأسباب هو تزييف الحقائق خدمة لأجندات خاصة.

وحيث تعكف العديد من الجماعات، وفي كثير من الأحيان العديد من الدول، على تسيير قوافل إعلامية تستخدمها كأبواق في سبيل تزييف الحقائق وتغيير الواقع لما تحب وتشتهي أن تقنع الرأي العام به، وقد نجح الكثير منها في ذلك مع الأسف، ندرك أن قوة مواردها وتمويلها جعلها تكسب رهان الشارع الذي مكنها من التأثير على مؤسسات المجتمع الدولي.

مجابهة هذه الأبواق على المستوى الرسمي لا تؤتي ثمارها في بعض الأحيان، إذ إن مفهوم حرية الرأي والتعبير يتم تفسيره في غير موضعه، لذلك فإن التعويل على مدى وعي وثقافة الفرد برأيي دائماً هو الرهان الفائز.

إن الفرد منا، في أيامنا هذه، يجب أن يتحمل الجهد الكبير الذي يسخره للبحث عن المصادر الموثوقة للأخبار كون ذلك الأمر الخيار الأفضل، فمن خلال مدى وعيه وإدراكه وتلمسه الحقائق، يمكن أن يتعرف على الأكاذيب والأقاويل التي من غير المعقول أن يتم تفنيدها وتبريرها جميعاً بشكل يومي، خصوصاً مع تعدد منصات الأخبار، وبذلك يكون الفرد عاملا إيجابيا يساهم في الاستقرار بتمحيص الأخبار.

ولنا مثال في الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية السابق، حيث قال في ندوة شارك فيها رداً على سؤال عن توقعات نشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، إنه لا يصدق ما يتم تداوله فيها، وهو شخصياً يفضل انتظار البيانات الرسمية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .