العدد 4029
السبت 26 أكتوبر 2019
banner
متى يعود لبنان للحضن العربي؟
السبت 26 أكتوبر 2019

اعتقد البعض أن الاحتجاجات والمظاهرات في لبنان ستخمد وتأفل بعد الإعلان عن حزمة من الإصلاحات الاقتصادية من قبل الحكومة اللبنانية منها تخفيض رواتب الوزراء والنواب إلى النصف ووعود مفادها عدم إضافة أية ضرائب جديدة في موازنة العام القادم والتعهد بالسعي لتحقيق اشتراطات الدول المانحة للحصول على أموال المانحين الدوليين التي لم يستطع لبنان الحصول عليها بسبب الخلافات السياسية ما حرم الشعب اللبناني من أكثر من 11 مليار دولار.

الشعب اللبناني كان أكثر وعياً ولبابة من أن يستكين إثر إبرة تخدير موضعية، فاللبنانيون يفقهون أن السبب الرئيسي للأوضاع الاجتماعية المتردية الطبقة السياسية برمتها، حيث لم يستثن منها أي حزب أو تكتل، وفي مقدمتهم طبعاً حزب الله، فعلى الرغم من أنه كان يمتلك قاعدة مناصرين عقدية، نراهم اليوم قد انفضوا من حوله بعد أن زاد فساده وكثرت تخبطاته.

فعلى الرغم من عروبة لبنان إلا أنها للأسف سُرقت من حزب الله الإيراني، فبعد أن امتدت أذرع إيران من خلال حزب الله اللبناني وباتت أقوى من الدولة بأجهزتها فقدنا لبنان وضاعت بوصلته، أصبحنا نعرف المواقف الرسمية والتوجهات من تصريحات حسن نصر الله فهو يحكم كما لا تفعل الرئاسات الثلاث مطلقاً التي استولى عليها حزب الله على الرغم من سياسة المحاصصة.

الوضع اللبناني اليوم أكبر من أن يتم إصلاحه برزمة من الإصلاحات أو اجتماعات مع الدول المانحة لتأمين الدولارات، فالشعب أصبح يعلم أن الفساد المتفشي بين طبقة السياسيين المتآمرين مع حزب الله ضد الوطن جوهر ولب الموضوع، لذلك فإن مطالب المتظاهرين جوهرية في أساسها لا ترقيعية.

تغلغلت إيران وتوسعت في لبنان وتمكنت فيه بعد أن برز دور حزب الله مقابل انكفاء من الدول العربية التي ساهمت سلبيتها في التعاطي مع الملف اللبناني في انسلاخه عن الجسد العربي. اللبنانيون اليوم يطالبون بالإصلاح السياسي في سبيل أوضاع اجتماعية أفضل، أما حان الوقت للدول العربية أن تتدخل ليعود لبنان للحضن العربي؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية