+A
A-

كانو الثقافي ينظم محاضرة " الأمومة .. الصور التي لم تلتقط "

ضمن التجارب الاولية لاستخدامات المبنى الجديد قدم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بالتعاون مع جمعية البحرين النسائية في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 10 اكتوبر محاضرة بعنوان "الأمومة .. الصور التي لم تلتقط" للأستاذة فريال الصيرفي وأدارت الحوار الاستاذة بثينة خليفة قاسم.

وقد بدأت الصيرفي الأمسية بالإشارة إلى أن هذه المحاضرة مستوحاة من بحث قامت به جمعية البحرين النسائية باسم "الأمومة المشروع الرائد للإنسانية" وتم تحويله فيما بعد إلى عدد من الورش والمحاضرات التوعوية، وقد قسمت الصيرفي المحاضرة لثلاثة محاور أساسية وهي الأمومة فضيلة الأخلاق ونداء التكامل، فضيلة الأسرة السلسلة المتعاقبة ،و فضيلة الأمومة نبض الوطن وأمل الأمة.  وفي حديثها عن المحور الأول طرحت الصيرفي التساؤلات التي دارت حول صور الأمومة المختلفة التي قد تتراود إلى الذهن عند البحث عن صورة الأمومة ونداء التكامل وكان السؤال الأول " هل الأم في الأمومة أم الأمومة مفهوم أكبر من الأم؟" ثم وضحت أن المفاهيم غالبا ما تكون أكبر من الأنسان فالمفاهيم كونية تكونت قبل وجود الإنسان، فمهوم الأمومة أكبر من الأم والأم تجسد هذا المفهوم ومعانيه وصفاته في أحد أدوارها مع الأبناء.  وأضافت الصيرفي أن الأم لها من الصفات التي تميزها الكثير ومنها المحبة والرأفة والأمان والرحمة وغيرها وهي قيم موجودة في مفهوم الأمومة ومنها الصفات الأخلاقية والصفات الأدارية والتنظيمية وهي صفات متداخلة ومتكاملة. فالأمومة باقة شاملة لمجموعة من القيم الرحمانية الأخلاقية الإدارية القيادية عالية الجودة. وهي قيم وصفات شاملة ومتكاملة لكل إنسان شريف فكل فرد يحمل هذه الصفات والقيم هو جزء يجسد مفهوم الأمومة بداخله، فصفات الرحمة والرأفة والحنان قد تتجسد فالمرأة والرجل على سواء وقد تجسدت في الرسل والأنبياء من قبل فهي صفات قوة وليست ضعف لتتفرد فيها الأنثى. ومن الجهة المعاكسة فإن إتصاف المرأة بصفات الإدارة والقيادة تجعلها في منصب قوة داخل أسرتها لإدارة انضباط الأبناء وتربيتهم بحزم وتوازن.

وفيما يخص تجسيد قيم الأمومة في الأسرة تحدثت الصيرفي عن متطلبات الأسرة المعقدة والمتشعبة من مطالب مالية واجتماعية وذهنية وغيرها من المتطلبات التي تحتاج للتنوع الأخلاقي والأداري الذي تختزله الأمومة في دور الأم لقيامها بالدور المطلوب في التعامل مع مختلف الأنماط والشخصيات داخل الأسرة الواحدة وتعليمها للأبناء فيما بعد لزرعها في نفوسهم للتعامل بها في المستقبل مع أفراد المجتمع، فالقيم المكتسبة من خلال الأم تبني المجتمعات على الفضيلة وهي ذات الأدوات التي يحتاج اليها المجتمع والمؤسسات في الأفراد.  وفي الختام وضحت الصيرفي أن أمومة الوطن مسؤلية كل إنسان محب لعمله يسعى لبذل الخير فكل موظف أمين نزيه وكل باحث وعالم وتربوي واداري شريف صادق يحمل هم الأجر والوطن فأمومة الوطن تحمي المجتمع ومؤسساته من الفساد وتحمي شبابه من الضياع وتحمي الأخلاق من الإنحلال والتنازع والتطرف.