العدد 4010
الإثنين 07 أكتوبر 2019
banner
دقت الساعة: مدفن النفايات (3) “وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر”
الإثنين 07 أكتوبر 2019

من عنوان المقال نعود لنكمل بيت الشعر للأعرابي بقوله “وما غرني إلا خضابٌ بكفها وكحلٌ بعينيها”، وهذا ما ينطبق على مدفن عسكر الهرم الذي تم تجميله بعبارة خصخصة. المدفن بقيمه 4.8 ملايين دينار في تصريح وزير الأشغال والبلديات أثناء زيارته الرسمية الأولى للمدفن منذ توليه حقيبة البلديات وبعد يوم واحد من كتابة مقالي الأول، وأنا أشكر لسعادته هذا التجاوب السريع لما عرف عنه من سرعة تجاوبه مع ما يطرح في الصحافة بشأن العمل البلدي، وهي ناصية خير بعد تعيين الزميل والأخ المهندس الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة وكيلاً لشؤون البلديات، فهو ابن البلدية البار، وترعرع فيها منذ أن كان مهندسا في البلديات، ولديه من الخبرة والمهنية لقيادة البلديات إلى بر الأمان، فهو الأعلم بالشأن البلدي وهو بحق الرجل المناسب في المكان المناسب.
وعوداً على خصخصة المدفن على شركة أوربسر لمدة 3 سنوات لإدارة وتطوير المدفن وإطاله العمر الافتراضي إلى ست سنوات إضافية! وماذا بعد هذه السنوات، مع العلم أن الشركة ستقوم باستغلال ما بقي من مساحة المدفن الخالية التي لا تشكل إلا مساحة صغيرة جداً من المساحة الكلية. والسؤال المطروح ماذا بشأن النفايات المطمورة حالياً والتي تقدر بملايين الأطنان والتي يزيد عمرها عن أكثر من 30 سنة، وسمومها تنبعث في الهواء الطلق وعصارتها تتغلغل في باطن الأرض، هل الخطة الاستراتيجية لإدارة المخلفات بتسوير الموقع وتجميله لإخفاء ما أفسده الدهر، عجباً. ولم تبين الاستراتيجية كيفية التحكم بانبعاث الغازات السامة من المدفن أو كيفية شفط العصارة السامة من باطن الأرض. هل تعلمون يا سادة يا كرام أن الدراسات الفنية تقول إن الطن الواحد من النفايات يأخذ حيزا يقدر بـ 1.5 متر مكعب من الأرض على أساس أن عمق المدفن يبلغ 20 مترا تقريباً.
 وإنتاج المملكة من المخلفات يبلغ 1.7 مليون طن سنوياً (للعام 2017)! أي نحتاج إلى 2.55 مليون متر مكعب، ما يعادل مساحة 128 ألف متر مربع من الأرض سنويا! أي سنحتاج لمساحة أرض لا تقل مساحتها عن 400 ألف متر مربع بافتراض عمق الأرض 20 متراً مربعاً للثلاث سنوات القادمة حسب عقد الخصخصة، وأعتقد أن المساحة المخصصة أقل أو افتراضاً مساوية للمساحة المطلوبة، والسؤال المطروح ماذا بعد السنوات الثلاث؟ أتمنى أن تجيبنا الخطة الاستراتيجية لإدارة المخلفات المعدة من قبل الوزارة على هذا السؤال ليطمئن الجميع بأن إدارة المخلفات بأيد أمينة تدرك أهمية احتواء هذه الكارثة قبل فوات الأوان، وإنني على ثقة كبيرة بسعادة الوزير للإجابة على تساؤلاتنا بالأرقام والتواريخ، وللحديث بقية نكملها إن شاء الله إن كان في العمر بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية