العدد 3952
السبت 10 أغسطس 2019
banner
هنئوهم شخصيا لا إلكترونيا
السبت 10 أغسطس 2019

تحتفل الأمتان العربية والإسلامية غداً بحلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم أعواما عديدة ونحن دائماً أقرب إليه بالطاعات والإيمان، وكعادة الأسر في البحرين في العيد تتوجه جميعها في صباح أول يوم إلى “البيت العود”، حيث تجتمع الأسرة في مظهر لا يتكرر في أغلب الأحيان إلا مرتين في السنة، يرجع ذلك إلى انشغال الغالبية العظمى بالعديد من المسؤوليات سواء المهنية منها أو الشخصية، فضغوط الحياة ومتطلباتها باتت حملاً كبيراً يُثقل كاهل الناس، ما حدا فئة كبيرة إلى قصر هذه الزيارة على الأقارب من الدرجة الأولى إن استطاع ذلك، ورغم ذلك يتغيب الكثير عن حضور “يَمعَة العيد”، فلربما يرتبطون بعمل بنظام النوبات أو آثروا النوم بعد سهر ليلة طويلة، متخلين بذلك عن عادة جميلة وحميدة نقلها لنا آباؤنا وأجدادنا كما نقلها لهم آباؤهم وأجدادهم، فالزيارات العائلية تعتبر من الموروث الشعبي الجميل الذي لا يجب التخلي عنه، لكننا للأسف انسلخنا شيئاً فشيئا عنها بحجة المسؤولية الزائدة والأعمال المتراكمة، حتى تخلينا عن أهم عاداتنا وتقاليدنا أي زيارة بعضنا في أهم المناسبات.

عند الأجيال السابقة كانت زيارة الأهل والأقرباء ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم أقرب إلى الفروض الاجتماعية، ولم تكن تقتصر على أيام الأعياد بل كانت يومية، ولم تقتصر على دائرة الأقرباء من الدرجة الأولى بل امتدت إلى ما هو أبعد من ذلك كخالة الأم أو عمة الأب، كما أن حق الجيران كان كحق الأقرباء من الزيارة والمشاركة في الأفراح أو المواساة في الأحزان عملا بما جاء في القرآن الكريم ووصايا السنة النبوية.

أما اليوم يُفضل كثر الاستعاضة برسائل التواصل الاجتماعي عن الزيارات الشخصية حيث يعتقدون أنهم يسجلون بذلك حضورا ويؤدون الواجب، وربما أصابوا هدفاً ولم يقطع الحبل الضعيف بينهم وبين أحبائهم، لكن المشكلة تكمن في أن الرسائل لا يمكن أن تحمل مشاعر اللهفة الموجودة في الكلمات أو أن تلامس الأحاسيس كالأحضان، ولن تستطيع أبداً أن تشرح الاحترام، كما تفعل القُبُلات على جبين كبار السن.

صلوا أحبتكم واقتطعوا من وقتكم القليل فدقائقكم هذه تبقى في أذهانهم ردحاً من الدهر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .