+A
A-

إشادة دولية بجهود المؤسسة في دعم السلام والحفاظ على الحضارات

أقامت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية  في قصر السلام بمحكمة العدل الدولية بلاهاي " هولندا" بتاريخ 13 يونيو الجاري  المنتدى العالمي لثقافة السلام بحضور شخصيات سياسية وأكاديمية وثقافية من مختلف أنحاء العالم، وناقش المنتدى محورين هما”"تدريس ثقافة السلام" و"حماية التراث الثقافي العالمي"" بمشاركة نخبة من ممثلي عدد من الدول.

اشتمل حفل الافتتاح على كلمة ممثلة الحكومة الهولندية ووكيلة وزارة الخارجية جوك برندت وكلمة رئيس مؤسسة كارنيجي في قصر السلام ايريك باديتس وكلمة رئيس مؤسسة البابطين عبدالعزيز سعود البابطين وأخيرا كلمة سمو الأمير تركي الفيصل.

بعد ذلك عقدت الجلسة الأولى من المنتدى وكانت بعنوان " التعليم وحماية التراث الثقافي" وأدار الجلسة رئيس البوسنة والهرسك الأسبق الحارث سيلايجيتش،  أما الجلسة الثانية فحملت عنوان" حماية التراث الثقافي بالعراق واليمن" ومن المتحدثون في هذه الجلسة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وعدد آخر من الضيوف وأدارها وزير الخارجية الكويتي الأسبق الشيخ محمد صباح السالم الصباح.

البحرين أولت أقصى درجات الاهتمام للتراث الثقافي

أشارت الشيخة مي في حديثها  إلى أن المواقع الأثرية والتراثية في عدد من الدول العربية تواجه أوضاعا كارثية على الصعيد المحلي وعلى صعيد ذاكرتها الثقافية التي تفقد رويدا رويدا جزءا مهما من ملامحها.

وقالت: "في مملكة البحرين، أولينا أقصى درجات الاهتمام للتراث الثقافي والطبيعي، ولا يقتصر ذلك على الصعيد المحلي حيث تلتزم مملكة البحرين بجميع الاتفاقيات الموقعة مع منظمة اليونسكو لحماية وحفظ التراث الثقافي المنقول وغير المنقول، المادي وغير المادي، بل تهتم البحرين بالتراث المادي والثقافي العالمي وبالأخص المتواجد في العالم العربي"، موضحة أن التعاون ما بين البحرين واليونسكو والهيئات الاستشارية التابعة لها، أدى إلى إنشاء المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي التابع لليونسكو عام 2012، والذي يحاول اتخاذ كل الإجراءات المهمة بشأن تقديم المعونات اللازمة للمواقع المتضررة بفعل الصراعات القائمة في المنطقة.

وأضافت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن المركز ساهم في إعداد مشروع حماية لمدينة زبيد القديمة في اليمن، المدرجة في قائمة التراث العالمي المعرضة للخطر، علاوة على استضافة المملكة للمؤتمر الدولي لجزيرة سقطرى في متحف البحرين الوطني عام 2018م بهدف الحفاظ على موقع الأرخبيل اليمني الذي يضم أعدادا كبيرة من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة في العالم.

الجلسة الثالثة والأخيرة  من المنتدى حملت عنوان " تنمية ثقافة السلام من خلال التعليم بحمهورية إفريقيا الوسطى" بإدارة رئيس محكمة العدل الدولية عبدالقوي احمد سيف بمشاركة رؤساء عدد من الدول كمالطا وتركيا وجمهورية افريقيا الوسطى.

وفيما يلي تلخيص لأهم فعاليات المنتدى.

القضاء على الاتجار بالتراث

ممثلة الحكومة الهولندية وكيلة وزارة الخارجية جوك برندت رحبت، باسم الحكومة الهولندية بالحضور في قلب مدينة لاهاي هذا المكان المميز الذي له مكانة تاريخية، الذي يعد مركزا من المؤسسات الدولية وكلية القانون الدولية والعاصمة، وأشادت بتوقيع اتفاقية حماية الملكية الفكرية لحماية الثقافة الفكرية والتراثية عام 1954 – بعد الحربين العالمتين- لحماية التراث العالمي في لاهاي، مقر محكمة العدل الدولية، وتم الحكم على بعض الأشخاص لتسببهم في تدمير التراث العالمي، كما نوهت بإسهام هولندا في القضاء على الاتجار بالتراث، ودعمها لعدة مشاريع لحماية التراث، وتأمل- هولندا- ان تنضم إليها الدول الأخرى، وأكدت برندت ان المباني التاريخية والأرشيف يشكلان الذاكرة الجماعية لنا ويساعدانا على رسم المستقبل وبناء الهوية.

وقالت ان "داعش" قامت بتدمير كثير من الأماكن في العراق واليمن، وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات لمكافحة هذه الأمور، لذلك نأمل في دعم الحكومة الهولندية للصناديق المالية ومعنا عدد من المؤسسات لحماية التراث الثقافي، مشيرة الى ان هذا المؤتمر يشكل خطوة مهمة لحماية التراث العالمي.

بناء قصر السلام كان بدعم من الرجل الثري كارنيغي

من جانب أخر أكد رئيس مؤسسة كارنيغي إيريك دي باديتس، أهمية المنتدى ومشاركة العديد من السياسيين والقادة والمشاركين من العالم والشرق الأوسط، مشيرا إلى ان منطقة الشرق الأوسط تشكل مصدر قلق للعالم لما يحدث من انتهاكات في بعض دولها، موضحا دور السلام لتهدئة الأوضاع، وأضاف : لن أتحدث عن الدين على الرغم من نظرة الكثيرين على أنه مصدر الخلافات، لكنهم لا يدركون أنه مصدر الإلهام، وأشار لدعوة مؤسسة كارنيغي للقادة الروحيين لمناقشة نشر السلام في العالم. وأوضح باديتس انهم يتحدثون يوميا عن السلام داخل مقر المؤسسة بالمحكمة، لإيجاد طرق سلمية لحل النزاعات، ولفت إلى أن تأسيس المحكمة الدولية وبناء قصر السلام كان بدعم من الرجل الثري كارنيغي، الذي أراد أن يكون هناك مكتبة للسلام وتبرع بكامل ثروته لتحقيق ذلك، ويعد الهولندي الوحيد الحائز جائزة نوبل للسلام، وتحوي المؤسسة إلى الآن على أكثر من مليون منشور لحل النزاعات حول العالم، وأشار إلى ان أكاديمية القانون الدولي في لاهاي تستضيف كل عام ما يقارب الألف طالب من جميع دول العالم للتعرف على السلام القانوني.

واختتم كلمته متمنيا ان يعم السلام في الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم أجمع.

المنتدى فاتحة لبداية مسار عمل

أما رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، الشاعر عبدالعزيز البابطين بالحضور فقد رحب بالحضور، وأكد ان المنتدى يأتي في إطار التعاون بين مؤسسة البابطين، والجمعية العامة للأمم المتحدة، والمعهد الدولي للسلام، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر، وجامعة ليدن، ومؤسسة كارنيغي، مؤكدا ان هذا المنتدى جاء بمباركة من سمو أمير البلاد قائد الإنسانية، الذي نسير على نهجه ونتبع رؤيته في مجال العمل الإنساني، وأشار البابطين إلى ان المنتدى ثمرة مبادرة مؤسسة البابطين حول "ثقافة السلام من أجل أمن أجيال المستقبل" التي قدمت في جلستين متتاليتين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف تدريس مبادئ ثقافة السلام العادل بين الطلبة من الحضانة إلى الجامعة، كما قدمت المؤسسة "المنهج الممنهج" الذي أُعدَّ مع لجنة دولية وخبراء من العالم وبلغ عددها 17 منهجا، وتمت الموافقة عليها وإقرارها بالإجماع.

وأضاف  البابطين ان المنتدى فاتحة لبداية مسار عمل، آملا أن تبادر دول العالم الى تضمين هذه المناهج السبعة عشرة في مناهجها التعليمية، معربا عن استعداد المؤسسة للمساعدة لتحقيق ذلك التعايش بين الأديان وعدد البابطين سلسلة من دورات وندوات المؤسسة حول "حوار الحضارات والتعايش بين الأديان" التي أقيمت في عدد من المدن والعواصم الأوروبية والعربية، بحضور شخصيات سياسية وفكرية وإعلامية بارزة حول العالم وذكر ان الهدف منها هو إرساء مبدأ الحوار والتفاهم بين الثقافات الإنسانية والأديان المختلفة، ومن أجل انهاء النزاعات المذهبية والعرقية وإعلاء قيم الحق والتعاون والسلم بين شعوب الأرض.

وناشد البابطين قادة العالم بالعمل على قيم السلام العادل الذي يجعلنا كائنات للسلام، ويحافظ على إنسانية الإنسان وقيم الإنسانية، من خلال تجفيف منابع الإرهاب والظلم، كالظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى اننا خلقنا من اجل تعمير الأرض وحماية من عليها وليس لتدميرها بالأسلحة.

نأمل أن يؤتي الحديث ثماره

من جانبه شكر الأمير تركي الفيصل آل سعود  رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ، جهود مؤسسة البابطين في مجال العمل الإنساني على جميع المستويات، وقال: نأمل ان يؤتي الحديث ثماره ويعم السلام في العالم.

المنتدى جزءا من القوة الكويتية الناعمة التي تخدم قضايا السلام

وصف الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى المنتدى العالمي لثقافة السلام بالمهم للغاية لما يحمله من رسائل سامية تخدم البشرية     

وقال موسى ان هذا المنتدى المفيد يمثل جزءا من القوة الكويتية الناعمة التي تخدم قضايا السلام دائما وابدا.     

وأعرب عن الشكر لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه على دوره الريادي في نشر ثقافة السلام،     

وأشاد بجهود رئيس المؤسسة في دعم حوار السلام والحفاظ على الحضارات والمجتمعات من خلال تحقيق سلام دائم.

ضرورة إنشاء مجتمعات قائمة على ثقافة العدالة

شدد رئيس مالطا جورج فيلا في كلمته على ضرورة إعادة اكتشاف سبل الحفاظ على السلام الدائم في العالم مشيرا إلى الصراعات في اليمن وسوريا وفلسطين والتوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال فيلا إن "السلام الدائم يعني تحديد الأسباب الجذرية للصراعات والعنف والقضاء عليها" لافتا الى ضرورة "إنشاء مجتمعات قائمة على ثقافة العدالة يعيش فيها الجميع في سلام وكرامة".

ودعا إلى تعزيز التعليم الشامل الذي يعترف بقيمة التفاهم والحوار، كما عرض فيلا استضافة بلاده للنسخة الثانية من المنتدى العام المقبل والتي لاقت قبولا من رئيس المؤسسة القائمة على تنظيم المنتدى.

جهود مؤثرة على الصعيد العالمي

وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي محمد الجبري  وقال ان الكويت تقف مع كل رأي وكل توجه يصب في جعل ثقافة السلام صيغة تعليمية فاعلة نربي عليها الأجيال ونجعل من السلام سلوكا لهم.      

وأضاف أن مؤسسة البابطين الثقافية تقوم بجهود مؤثرة على الصعيد العالمي لإشاعة مبادئ السلام وترسيخ لغة الحوار وروح التسامح والعيش المشترك     

البابطين يشكر المتحدثين والمشاركين

أعرب رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية عن تقديره للمشاركين والحضور في المنتدى العالمي لثقافة السلام .

وقال عبدالعزيز البابطين ..إن كل من حضر أو تحدث في المنتدى أو اهتم في نشره إعلاميا قد أثرى جلسات المنتدى وأضاف إليها زخماً معرفياً نابعاً من يقينه بأهمية تكريس ثقافة السلام في العالم.

وأشاد البابطين بالأطروحات والأفكار التي قدمها عدد من قادة العالم وصناع الرأي والقرار في العالم من خلال المنتدى، مشيراً إلى أمله بأن يسهموا في تطبيق مناهج السلام السبعة عشر التي قدمتها المؤسسة لخدمة البشرية وغرس قيم التعايش في نفوس الأجيال من الحضانة وحتى الجامعة.

وقال البابطين: لقد تلمسنا جدياً الرغبة الحقيقية والشغف الكبير لدى المشاركين في المحاور التي طرحها المنتدى، فقد تمكنا من إيصال صوتنا إلى العالم من خلال هذا المنتدى عن مأساوية الحروب وضرورة تحقيق السلام العادل بين الشعوب، وحماية التراث الثقافي العالمي.

وفي ختام تصريحه شكر البابطين كل من أسهم في نجاح هذا المنتدى من متحدثين وحضور ووسائل إعلام على الدور الحيوي المخلص الذي بذلوه يقيناً منهم بالرسالة التي تتبناها المؤسسة والتي أصبحت مشروعاً تسعى بما أوتيت من جهود على استكماله في العالم كي يعم السلام العادل.