+A
A-

هذا ما يقدمه 700 شاب سعودي متطوع لخدمة المعتمرين

الاحتفاء والفرحة بزوار البيت الحرام، جسدها شباب مكة المكرمة، عبر تقديم الخدمات ومد يد المساعدة لضيوف الرحمن في جميع احتياجاتهم.

ومن ضمن الشباب المشاركين في مشروع "تعظيم البلد الحرام" التابع لنشاط "التوعية بحق الطريق"، الشاب وليد الحربي الذي لم يتوانَ بأن يهدي حذاءه لمعتمر حافٍ أثناء مروره بالساحات المحيطة بالحرم المكي الشريف، سعياً للتخفيف من معاناة المعتمر.

وقال الحربي: "ما دعاني لهذا العمل، هو كسب دعاء المعتمر في المقام الأول. كما أنني عندما رأيت المعتمر حافي القدمين، شعرت بمعاناته خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في هذه الأيام".

من جهته، سرد الشاب عبدالرحمن المشارك في نفس المشروع موقفاً آخر قائلاً: "حينما كنت أقوم بدفع العربة المتحركة لإحدى المعتمرات المسنات، حاولت هي إعطائي مبلغاً من المال نظير ما قمت به، فرفصتُ ذلك، وبينت لها أننا هنا لخدمتها ومساعدتها، وحينها أجهشت بالبكاء وظلت تدعوا لي بالتوفيق والنجاح، في موقف أدخل السعادة في قلبي".

من جهته، تحديث رئيس وحدة التطوع في "جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة" وديع الصبحي، إلى "العربية.نت" قائلاً: "الفرق التطوعية التي تندرج تحت مظلة جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة، أكثر من 40 فريقا تطوعيا مختصا في كثير من المجالات التطوعية، منها الفرق الكشفية التي تساهم بشكل كبير في مساندة الجهات الحكومية في تفويج المعتمرين وإدارة الحشود وإرشاد التائهين، إضافة إلى الفرق الاجتماعية التي تساهم في إعداد وتجهيز وتوزيع السلال الغذائية على المحتاجين، كما يقوم هذا الفريق بالعمل على تجهيز كسوة العيد للكثير من الأسر المتعففة".

وأضاف: "هناك فرق تعمل على استقبال ضيوف الرحمن من المعتمرين في هذا الشهر الفضيل، وتقديم يد العون لهم حتى وصولهم لبيت الله الحرام، والمساهمة في تفطير الصائمين سواء في المسجد الحرام أو المساجد داخل مكة، أو المخيمات الموجودة في عدد من الميادين داخل مكة، والمشاركة في برنامج تفطير عابري السبيل".

وأشار الصبحي إلى وجود فرق تطوعية أخرى تخصصت في رمضان عبر إدخال السرور على المرضى في المستشفيات وزيارة كبار السن والأيتام في دور الرعاية الاجتماعية.

وأكد أن "هذه الأعمال العظيمة والجليلة التي يقدمها شباب وبنات هذا الوطن، دليل واضح على سمو أخلاقهم وتقديم الصورة الحقيقية المشرقة للشاب السعودي، الذي يسعى دائماً لخدمة وطنه في شتى المجالات"، مضيفاً: "نسعى دائما لنشر ثقافة التطوع في المجتمع، وترسيخ القيم الاجتماعية النبيلة للمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 مجتمع حيوي قيمه راسخة ووطن طموح، كما نساهم في الوصول بعدد المتطوعين إلى 1 مليون متطوع في القطاع غير الربحي".

شباب مكة في خدمتك

في سياق متصل، يواصل برنامج "شباب مكة في خدمتك" التابع لمشروع "تعظيم البلد الحرام"، أعماله في خدمة الزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك في المسجد الحرام، للعام الـ15 على التوالي، حيث يقدم 700 شاب سبعة مناشط بالشراكة مع عدة جهات حكومية.

وما يميز برنامج "شباب مكة في خدمتك" عن غيره من البرامج، هو اعتماده على البناء القيمي والإنساني، وتعزيز العصامية لدى الشباب، وتوجيهها في خدمة الزوار والمعتمرين على مدار الساعة.

وفي هذا السياق، أفاد مدير عام "مشروع تعظيم البلد الحرام" سعيد الغامدي، أن المناشط السبعة التي يقدمها شباب مكة تتمثل في خدمة الطائفين، وهي خدمة تهدف لتطويف كبار السن وأصحاب الاحتياجات، وتسعيتهم مجاناً، بالشراكة مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، على مدار الساعة وطوال العام، وإرشاد التائه، وهي خدمة مقدمة بالشراكة مع وزارة الحج والعمرة، بإيصال عدد من الحجاج التائهين بالمنطقة المركزية بالمسجد الحرام إلى مساكنهم.

وثالث هذه الأنشطة، نشاط الإسعافات الأولية، وذلك بالشراكة مع هيئة الهلال الأحمر السعودي من خلال إسعاف المصابين، أو نقلهم إلى المراكز الصحية الموجودة داخل الحرم أو إلى مستشفى أجياد، بالإضافة إلى نشاط التوعية بحق الطريق، وذلك بالشراكة مع قوات الطوارئ الخاصة لمساندة رجل الأمن في منع الافتراش في الطرقات المزدحمة، ومنع الظواهر السلبية في المنطقة المركزية، ونشاط إرشاد التائهين داخل المسجد الحرام وتوعيتهم بحق الطريق، ونشاط عربات الإحسان، والتي تعنى بإيصال كبار السن والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة من نقاط حجز السيارات إلى ساحات المسجد الحرام بعربات النقل الكهربائية "سيارات القولف"، إلى جانب نشاط تنظيم مواقف كدي والمسخوطة بالشراكة مع مرور العاصمة المقدسة.