+A
A-

تصعيد إسرائيلي في الأقصى.. "مقدمة لإغلاق باب الرحمة"

سادت حالة من التوتر الشديد باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بأعداد كبيرة ظهر الثلاثاء، وإفراغه من المصلين. وهو توتر يتزامن مع تهديدات إسرائيل بإغلاق "باب الرحمة"، أحد أبواب المسجد الذي فتحه مصلون فلسطينيون مؤخراً بعد إغلاق دام سنوات.

وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في المسجد فراس الدبس، إن الاحتلال أثار حالة من الهلع واعتدى على المصلين، معرباً عن مخاوف من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لإغلاق باب الرحمة بالقوة.

وأشار الدبس إلى أن قوات إسرائيلية خاصة وقوات من الشرطة اقتحمت المسجد وباشرت بالاعتداء على كل من تواجد في الداخل بطريقة همجية ما أدى إلى إصابة عشرة مصلين واعتقال سبعة آخرين.

واعتبر أن ما حصل "فيلم مدبر له"، في إشارة إلى مخططات إغلاق باب الرحمة، وقال إن "الوضع داخل الأقصى الآن حزين جدا ولا يوجد فيه حالياً سوى أشخاص قليلين".

وقبل أسابيع فتح مصلون مقدسيون مدخل مصلى باب الرحمة المغلق منذ سنوات طويلة.

وفي وقت لاحق، أصدرت محكمة إسرائيلية قراراً بإغلاق باب المصلى، وهو أمر رفضه مجلس الأوقاف في مدينة القدس المحتلة، وقال إن المسجد خاضع للوصاية الأردنية، وإن المحاكم الإسرائيلية لا تمتلك أي ولاية على المسجد.

وقال حاتم عبد القادر عضو المجلس لـ"العربية.نت" إنه "منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، كان هناك قرار واضح فلسطيني وعربي. نحن لا نعترف بأي سيادة للاحتلال على المسجد".

وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن زجاجة حارقة ألقيت على مركز للشرطة فوق سطح المسجد ما أدى إلى احتراقه واتهمت فلسطينيين بإلقائها وبعدها داهمت المسجد وأغلقت أبوابه. ووفق عبد القادر فإن "هذا حادث مفتعل، لديهم مخططات يريدون تمريرها".

وأضاف عبد القادر أن المحكمة الإسرائيلية أرجأت النظر في قضية رفعتها الشرطة الإسرائيلية لإغلاق مصلى باب الرحمة. وقال "هذا الأمر قد يكون الدافع نحو إغلاق الأقصى وبواباته اليوم".

وحسب عبد القادر، فإن لدى إسرائيل مخططات للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وإن إغلاق المسجد أساساً يأتي ضمن مساعيها لتكريس هذا التقسيم.

ويتعرض المسجد الأقصى يومياً لاقتحامات من مستوطنين بحماية من جيش وشرطة الاحتلال.

وباب الرحمة هو واحد من 15 باباً للمسجد الأقصى المبارك، وتغلق إسرائيل عدداً آخر منها، وهو من الباب الوحيد الذي يؤدي إلى باحات المسجد الأقصى مباشرة. كما تسيطر بالكامل على باب المغاربة المخصص لدخول المستوطنين واليهود إلى المسجد ويستخدم أيضاً لاقتحامه من قبل الشرطة الإسرائيلية.

ودانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، محذرة من التداعيات الخطيرة التي يتسبب بها هذا التصعيد.

ودعت الرئاسة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمنع التصعيد في المسجد الأقصى نتيجة "إمعان قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في انتهاك حرمة المسجد واستفزاز مشاعر المسلمين، وذلك من خلال الاقتحامات وانتهاك حرمة الشعائر الدينية، التي كان آخرها قيام أحد جنود الاحتلال بدخول المسجد بحذائه حاملاً معه زجاجة من الخمر، في اعتداء صارخ على قدسية المسجد وحرمته".