+A
A-

سليمان زغيدور يقدم: "الإسلام والمسلمين في الإعلام الغربي"

فن الحوار وطرح المواضيع لايختلف كثيراً عن "الفنون البصرية" كونه يعتمد على الثقافة والإطلاع والمنهجية في الطرح و لا ينفك العالم عن إجراء الحوارات بإختلاف الطبقات المتحاورة والمواضيع المختارة لكن يختلف وضع الحوار من حيث ثقافة المتحاورين و ادارة الحوار والمظلة  لهذا الحوار.

هناك حوارات بسيطة تجري على قارعة الطريق وفي "المقاهي والمجالس" إلا أن حوار "جمعية الثقافة والفنون" بالدمام يختلف "بنكة الثقافة" و"طابع المعرفة"  وإدراج  محاور ضمن الحوار تتسم بطرح الرأي وإتاحة مساحة للآخر للتعبير عن مايود قولة في برواز الواقعية البعيدة عن الإسفاف والعصبية والتجني.

من خلال موضوع "الإسلام والمسلمين في الإعلام الغربي التطور والواقع"، أقامت جمعية الثقافة والفنون بالدمام، أمس الأربعاء ، ممثلة في البرنامج الثقافي"أمسية حوارية" بإدارة الدكتور مبارك الخالدي والتي كان ضيفا فيها الأستاذ سليمان زغيدور الباحث في العلاقات الدولية الاستراتيجية والذي استهل حديثه ممتنا للحضور ومتسائلاً عن وضع الإعلام الغربي مع الإسلام والمسلمين.

استطاع سليمان أن يبدأ الحوار مصطحباً معه أذهان الجمهور في حوار عن كلمة الغرب والشرق بمنهجية مهنية نظراً لكونه مطلعا على الإعلام الغربي كونه استقر في باريس وعمل متنقلا بين صحف عالمية شهيرة مثل لو موند ، لو نوفيل Observateur، GEO، Télérama، El Pais، La vie، مما أتاح له الإتصال بالثقافات الغربية والوقوف على الجانب الآخر  منها واستقصاء ايدلوجية ومنهج عملها وتوجهاتها  .

أشار المحاضر لصورة الانسان العربي في الفن الغربي واصفاً حالة "بالرومنسية" البعيدة عن العنف مستشهداً بعدة شرائح لأفلام تبين وضع الإنسان العربي في المنظور الغربي، كما أوضح  بعض الإسقاطات على الوضع العربي الإسلامي مع القوى العظمى انذاك من خلال خبرته الواسعة فيما يتعلق بدراسته  للأديان والسياسة والجغرافيا.

وأوضح الأستاذ/ سليمان أن مشكلة الغالبية العظمى هي بعدها عن القراءة والإطلاع عن الآخر  بموضوعية بعيدة عن العاطفة وبعقلانية لأن معظم الصحف والكتاب ينتهجون مبدأ الحيادية في الطرح ومناقشة القضايا من خلال مهنية عالية لم تصل لها كثير من الصحف العربية .

ومن خلال خبرته العالمية في تحالف الحضارات فهو يدعو للخطاب الواعي والمنصف حتى في اختلاف أديان المتلقين لهذا الخطاب لأن الصراع بين الشرق والغرب خارج عن خطاب الحضارات وغير متقيد في منحاه العاطفي ولا يرقى لأيدلوجية الإنصات للأخر ولكن ليس غالباً على الجميع فهناك أصوات تنادي بالواقعية في الطرح وأنصاف الاديان والتجرد من السوداوية والحقد الدفين .

في ختام الأمسية فتح الحوار وتلقى المحاضر أسئلة الحضور وأجاب عنها موجها من يريد البحث والاستقصاء عن وضع الاسلام في الإعلام الغربي الى استقاء المعلومة والاستماع الى خطاب جديد بعيد عن التحيز ينتهج الموضوعية والتجرد من الحساسية ضد الإعلام الآخر.