+A
A-

بروكسل.. بدء محاكمة الداعشي منفذ هجوم المتحف اليهودي

ينتظر أن تشهد محكمة التمييز في بروكسل نقاشات حامية في مطلع عام 2019 عندما ستنظر في قضية الاعتداء المسلح على المُتحف اليهودي في 24 أيار/مايو 2014 والذي قتل فيه اثنان من زوار المتحف، وهما إسرائيليان، ومتطوعة فرنسية وموظفة استقبال.

ويمثل في قفص الاتهام مهدي نيموش (33 سنة) المتهم بكونه منفذ الاعتداء بتكليف من تنظيم داعش، ونصير بندير (30 سنة) الذي قد يكون زوده بالأسلحة.

والمتهمان فرنسيان. ولا تخلو القضية من جوانب مثيرة، حيث لم يتردد ممثلو الدفاع في إثارة "البعد الاستخباراتي" للاعتداء. وتنظر محكمة التمييز في الجرائم الخطيرة التي تصدر بشأنها أحكام تصل إلى السجن المؤبد.

وتستعين المحكمة بهيئة تعد 12 محلفا سيتم اختيارهم في 7 يناير/كانون الثاني 2019، من بين 200 مواطن وجهت إليهم دعوة المشاركة في الاختبار. ومن المقرر أن تنطلق جلسات المحكمة في العاشر من يناير/كانون الثاني المقبل على أن تدوم ستة أسابيع.

بداية ساخنة

وتركزت الجلسة التمهيدية حول الجدل بين ممثلي الدفاع من ناحية والادعاء العام وممثلي الضحايا والقائمين بالحق الشخصي ضمن الجمعيات المدنية حول قوائم الشهود الذين يتجاوز عددهم المئة، من ناحية أخرى. وتضم القائمة الشهود في المتحف ورجال الأمن وأعوان الاستخبارات البلجيكيين والفرنسيين وأكاديميين متخصصين في شؤون الحركات الإسلامية المتطرفة والنزاع المسلح في كل من سوريا والعراق وبروز تنظيم داعش.

ووافق القضاء على مشاركة كل من "جمعية ضحايا الإرهاب الفرنسية" و"جمعية المتحف اليهودي" في بروكسل، و"مركز المساواة ومكافحة العنصرية" في بلجيكا، و"مجلس التنسيق بين المنظمات اليهودية" في بلجيكا.

وتخللت نقاشات جلسة قوائم الشهود، الخميس، في بروكسل بداية مرافعات ستكون ساخنة بين ممثل الدفاع من ناحية والادعاء وممثلي الضحايا والجمعيات المدنية من ناحية أخرى. وبينما أكد ممثلو الادعاء والضحايا الثقة في الأدلة التي يتضمنها ملف الاتهام حيث تقيم الدليل، حسب قولهم، حول مسؤولية مهدي نيموش عن تنفيذ الاعتداء المسلح ضد المتحف اليهودي وسط العاصمة بروكسل، أي قبل أكثر من شهر عن إعلان أبو بكر البغدادي تأسيسه تنظيم داعش، وما أسماه "الدولة الإسلامية في سوريا والعراق".

ووافقت رئيسة المحكمة لورانس ماسار على طلب المدعي العام بيرنار ميشيل الاستماع إلى شهادة الصحافيين الفرنسيين الأربعة حيث نسب إليهم الشهادة بأن "نيموش كان ضمن الجلادين الذين أشرفوا على اعتقالهم في حلب (سوريا) عام 2012. وذكرت ممثلة منظمة التنسيق بين المنظمات اليهودية ميشيل هيرش أن الصحافيين الأربعة "تعرفوا على نيموش حيث كان ضمن الجلادين. وقد أودعوا شهادتهم في ملف الاتهام. ومن المهم أيضا أن تستمع هيئة المحلفين إلى شهادتهم مباشرة.

البعد الاستخباراتي؟

واعترض محامي الدفاع هنري لاكي على شهادة الصحافيين حيث تجري السلطات الفرنسية التحقيق بشأن قضية اختطافهم في سوريا. وحذر لاكي من أن "تتحول شهادة الصحافيين إلى محاكمة (فرنسية) داخل محكمة التمييز البلجيكية. وأثار زميله بعدا استخباراتيا في قضية الاعتداء على المتحف اليهودي. ونسب سيباستيان كورتوا إلى الضحيتين الإسرائيليتين، ايموانويل ريفا وزوجته مريم، الانتماء إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (موساد). ولم توافق المحكمة على طلبه دعوة كل من السفير الإسرئيلي وجهاز الموساد إلى تقديم شهادتهما أمام هيئة المحلفين.

وقال محامي الدفاع أيضا إن "الزوجين استقبلهما كل من السفير الإسرائيلي في بروكسل وحاخام الطائفة اليهودية البير غي غي". ووعد كورتوا بمفاجأة هيئة المحلفين بأدلة حول قوله "تزوير صور الفيديو المنسوبة" إلى موكله نيموش. ويلاحق القضاء زميله نصير بندرير على خلفية المشاركة في عملية القتل الإرهابي. ويعرف نصير في أوساط تهريب الأسلحة في مرسيليا.

أول عائد من سوريا

وتحدث نيموش في المحكمة بلغة فرنسية فصيحة دون تلعثم أو تردد. وطلب من المحكمة عدم استحضار ذويه خاصة جدته "لسوء وضعها الصحي ولأنه غادر بيتها في 2006". وأشرفت الجدة على تربية نيموش الذي كان يجهل والده. كما كانت والدته عاجزة عن تأمين تربيته ما دفع السلطات إلى إيواء الطفل لدى عائلات فرنسية.

ونيموش من ذوي السوابق العدلية حيث قضى سنوات عدة في السجن خاصة بين 2009 و2012 على خلفية جرائم العنف والاعتداء والسرقة. وولد مهدي في مدينة "روبي" بشمال شرق فرنسا، والتي اشتهرت بارتفاع عدد المتشددين فيها. ويشتبه في أنه مال إلى التشدد خلال سنوات الاعتقال. وفور خروجه من السجن عام 2012، سافر إلى سوريا حيث أكدت أجهزة الأمن التحاقه بتنظيم داعش. ويعد أول مقاتل داعشي عاد من سوريا من أجل تنفيذ خطة التنظيم. ويشتبه، حسب فيديو المتحف، أنه الشخص الذي أمطر زوار المتحف اليهودي في بروكسل بالرصاص، ثم فر إلى مرسيليا حيث اعتقلته قوات الأمن وعثرت بحوزته على الأسلحة التي استخدمت في اعتداء بروكسل، حسب تسريبات الادعاء.