العدد 3572
الخميس 26 يوليو 2018
banner
صفعة للأهلي بيد مفتوحة
الخميس 26 يوليو 2018

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية؛ وأعني بالتحديد المواقع المعنية بها جماهير النادي الأهلي، وقد تكون هذه الضجة متأخرة كثيرًا، إلا أن خبر انتقال عمود الفريق السلاوي حسين شاكر للمنامة كان كالصاعقة، بل أشبه بضرب جماهير الأهلي فردًا فردًا وبيد مفتوحة.

الضرب بيد مفتوحة على الوجه أكثر ما يمكن وصفه بالإهانة، أي أن القاعدة الجماهيرية العريضة للنادي الأهلي تعرضت للإهانة واحدًا تلو الآخر، فكم عدد من تم إهانته من أعضاء ومنتسبين لهذا النادي مؤخرًا، بدءًا من قاطني محافظة المحرق وصولاً بمحافظة المنامة والشمالية والوسطى وعدد بسيط جدًّا في الجنوبية، فالأهلي ليس فقط إدارة ولاعبين ومدرجات، بل تاريخ وثقافة وقاعدة منتشرة في المدن ومعظم قرى البحرين ومن هم عاملون في بعض الأندية الكبيرة وانتماؤهم الأول هو النادي الأهلي.

الضربة التي تلقاها جماهير الأصفر مؤخرًا، كانت على يد نادي المنامة، ويجوز لنا أن نقول بأنهم دقوا المسمار الأخير في نعش فريق السلة، وحسب القراءة الشاملة لصفقة انتقال شاكر للأهلي فهي لم تدق المسمار في نعش السلة الصفراء فحسب، بل هزت من كيان المنافسة بالدوري البحريني لكرة السلة وإثارته وحماسه.

حين ينتقل أعمدة الفريق، كاللاعبين قربان وميثم وحسين شاكر للمنامة، وهو الغريم الأزلي، فهذا يعني ضربة موجعة أيضا للدوري، فالإدارة المنامية اعتمدت في سياستها على إضعاف الخصم من خلال إغراء نجوم المنافس في زمن الاحتراف، ولا يوجد قانون أو لائحة تحمل بندًا تحت عنوان اللعب النظيف، وبالتالي لا يلام المنامة على سياسته التنافسية، وذلك رغم السخط الكبير من قبل حتى المنتمين لنادي المنامة على إبرام هذه الصفقة في مواقع التواصل الاجتماعي بتهميش أبناء النادي على حد تعبيرهم.

وبعيدًا عن سياسة المنامة، نتساءل هنا، من وجّه الإهانة لجماهير الأهلي؟

مواقع التواصل توجه إصبع الاتهام لمجلس الإدارة، وفي الوقت ذاته الصمت يخيّم على من يديرون دفة النادي بشأن الرد على الاتهامات ومطالبتهم لهم بالاستقالة، وكأن شيئًا لم يكن..!

الغضب هنا ليس له علاقة بانتقال حسين شاكر فحسب، بل لتدهور وضع الألعاب بشكل عام بالنادي الأهلي، وكثيرًا ما حذرنا من هذا الوضع المزري، وطالبنا بعقد مؤتمر صحافي لتوضيح ما يتعرض له النادي من تراجع، وأسباب تلك الهزة التي لحقت بالفريق الكروي الهابط إلى ظل الدرجة الثانية مجددًا، وابتعاد كرة اليد عن المنصات وكرة السلة عن أمجادها.!

في السابق، كانت هناك طوابير للحصول على منصب في أجهزة هذا النادي، ولا يحصل عليها إلا من هو ذو شأن اسمًا وثقافة وتاريخًا، أما الان فحدّث ولا حرج من أسماء لا تفقه شيئًا وليست في المكان المناسب، وهذا سبب في التراجع المخيف لقلعة الأهلي..!

التراجع المخيف، ليس سببه تعدد الألعاب بالنادي، وبالتالي لا أعتقد بأنه مبرر واف للتخلي عن نجوم النادي، وفي المقابل عدم تعويضهم بمن يسد فراغهم، والواضح في المشهد العام افتقاد استراتيجية الموسم الجديد من قبل كافة الأجهزة، وعدم تناول الترياق للتصدي لسموم مغريات المنافسين!

ولنسلم جدلاً بأن هناك استراتيجية لدى الأجهزة، واللوم يقع على الإدارة كونها لا تفعل مطالبها، إلا أن هذا الأمر حسب وجهة نظري لا أعتقد بأنه متعلق بمجلس الإدارة وحده، بل يمنح مؤشرًا صريحًا في ضعف القائمين على تلك الأجهزة في شخصيتها وضعف خططها التي لا تمتلك لا الطموح ولا الأبعاد، وهذا ما يؤكد بأن الرجل الخطأ في المكان الخطأ وليس الرجل المناسب في المكان المناسب!

الجلي بأن الأهلي أضحى متأخرًا سنوات في الحفاظ على نجومه وهيبته وتاريخه أمام أكبر منافسيه كالمحرق والنجمة والمنامة، وبات ملفه معقدًا إلى حد كبير، وقريبًا جدًّا سننشر حوارًا مع رئيس النادي خالد كانو للكشف عما يحدث في هذا الصرح العريق.. فانتظرونا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .