+A
A-

لهذا السبب غضب جونسون واستقال من الحكومة البريطانية

انشغلت وسائل الإعلام في بريطانيا خلال الساعات الماضية بالزلزال السياسي الذي أصاب البلاد، والذي تمثل باستقالة وزير الخارجية، بوريس جونسون، الذي يُعتبر الرجل القوي في الحكومة وفي داخل حزب المحافظين الحاكم، لكن الأهم من ذلك أن الرجل كان أحد أبرز الداعين للخروج من الاتحاد الأوروبي والداعمين لحملة تأييد (Brexit) خلال الاستفتاء العام، الذي أجري في بريطانيا منتصف العام 2016.

وجاءت استقالة جونسون بعد ساعات من استقالة وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست" ديفيد ديفيس، كما جاءت استقالته قبل دقائق معدودة من عرض كان مقرراً أن تقوم به رئيسة الحكومة تيريزا ماي لخطة الـ(Brexit) على البرلمان البريطاني، وهي الخطة التي بدا واضحاً أنها محل الخلاف وتسببت بغضب جونسون ومن ثم استقالته فوراً من الحكومة، بحسب ما أوردت تقارير بريطانية اطلعت عليها "العربية.نت".

وكان جونسون الذي شغل سابقاً منصب "عمدة لندن"، أحد أبرز الداعمين للخروج من الاتحاد الأوروبي، كما أنه كان أحد منافسي تيريزا ماي على زعامة حزب المحافظين في أعقاب استقالة ديفيد كاميرون، ويُعتبر عدم رضاه عن خطة ماي واتفاقها مع الاتحاد الأوروبي مسألة بالغة الأهمية بالنسبة لداعمي الـ(Brexit)، وهم نحو 52% من البريطانيين، بحسب ما أظهر استفتاء العام 2016.

وقال جونسون في رسالة استقالته التي حصلت "العربية.نت" على نسخة منها إن "حُلم البريكسيت مات"، مشيراً إلى أن بريطانيا تتجه إلى تنفيذ "ما يشبه البريكسيت" أو تتجه إلى "نصف بريكسيت"، أي أنه يشير إلى خروج غير كامل من الاتحاد الأوروبي.

وأشار جونسون إلى أن "ما يشبه البريكسيت سوف يبقي أجزاءً كبيرة من الاقتصاد البريطاني عالقة في النظام الأوروبي الذي لا تملك بريطانيا إدارته وليس لها سلطة عليه".

وأطلق جونسون وصفاً مثيراً على الخطة التي ستعرضها ماي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث قال إن بريطانيا ستكون في "وضع مستعمرة"، لافتاً إلى أن البلاد ستكون تحت "الاستعمار الأوروبي" في أعقاب الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وتأتي استقالة جونسون الاحتجاجية بعد أيام قليلة على توصل رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، إلى اتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي على الخروج، وهو الخروج الذي يتوجب أن يتم قبل نهاية شهر مارس من العام القادم، أي خلال ثمانية شهور فقط من الآن، فيما لا تزال تفاصيل الاتفاق غير معروفة بالكامل، لكن استقالة أهم عضوين في الحكومة قبل عرض الخطة مؤشر مهم على مضمونها وعلى حجم الاعتراض الذي يمكن أن تواجهه في البرلمان خلال الأيام القادمة.

وتسعى ماي إلى التوصل إلى اتفاق يُجنب البريطانيين والأوروبيين معاً "الخروج الصعب" أو ما يسمونه الــ(Hard Brexit)، وهو حالة الخروج من الاتحاد التي يمكن أن تؤدي إلى انعكاسات اقتصادية سلبية أو تتسبب بأزمة حقيقية.

وتسببت استقالة جونسون ظهر الاثنين بهبوط حاد في سعر صرف الجنيه الإسترليني الذي كان لتوه قد تعافى من هبوطه السابق، فيما عادت العملة البريطانية إلى الهدوء ومن ثم الاتجاه الصاعد في أعقاب تعيين جيرمي هانت خلال ساعات قليلة في منصب وزير الخارجية خلفاً لجونسون.