العدد 3461
الجمعة 06 أبريل 2018
banner
حجب تطبيق تلغرام في إيران!
الجمعة 06 أبريل 2018

أعلن النظام الحاكم في إيران على لسان رئيس لجنة الشؤون الأمنية والسياسة الخارجية في مجلس شورى النظام علاء الدين بروجردي أن تطبيق تلغرام سيتم حجبه ابتداءً من نهاية الشهر الأول من العام الإيراني الجديد “فروردين”، وذلك بقرار من أعلى السلطات في إيران، وهذا معناه بأمر مباشر من خامنئي، وعند قراءة هذا الخبر نواجه عدة أسئلة منها: ما مدلول هذه العملية؟ وما هو مفعولها في منع أبناء الشعب من التواصل؟ كيف يمكن مناصرة الشعب الإيراني في توفير إمكانية التواصل و... لا شك أن عملية حجب تلغرام وشبكات التواصل الاجتماعي دليل دامغ على استمرارية الانتفاضة وفاعليتها وخوف النظام من أبناء الشعب، الانتفاضة التي هزّت أركان نظام الحكم في إيران.

حجب تلغرام يعتبر اعترافاً من النظام بأنه لم يستطع إخماد هذه الشعلة المتّقدة بفعل القمع من قتل أكثر من خمسين شخصاً في شوارع المدن وحملات الاعتقالات التي طالت أكثر من ثمانية آلاف شخص وممارسة التعذيب الهمجي بحق المعتقلين الذي أدى إلى استشهاد ما لا يقلّ عن 14 منهم تحت وطأة التعذيب، نعم الانتفاضة مستمرّة ومظاهرات واحتجاجات المزارعين في محافظة أصفهان ومظاهرات مواطنينا العرب في الأهواز والمدن الأخرى في محافظة خوزستان، وكذلك إضرابات عمالية في مختلف مناطق إيران.

وإذا نظرنا إلى أن البطالة كانت أحد الأسباب الأساسية لاندلاع الانتفاضة، وأن حجب تلغرام - كما قال نواب مجلس الملالي - معناه أن أكثر من مئتي ألف شخص يفقدون مشاغلهم وأن ما يقارب نصف مليون شخص يفقدون لقمة عيشهم، نصل إلى نتيجة واضحة وهي ما عبّر عنه النظام بأن تطبيق تلغرام يهدّد الأمن الوطني لهذا النظام، لذا يجب حجبه وإعدامه!

بالنسبة للسؤال الثاني أعتقد أن حجم الاستياء الشعبي المتراكم أكثر بكثير من هذه المحاولات لمنع اندلاعها واستمرارها، إذا يمكن القول إن الانتفاضة ستستمر بالرغم من هذه الأعمال القمعية التي تعتبر انتهاكاً للعديد من المعاهدات الدولية.

هناك نماذج أخرى من فشل النظام في منع التواصل، على سبيل المثال قام النظام خلال سنوات حكمه عدة مرات بالهجوم على الأطباق اللاقطة وكسر هذه الأطباق وقامت “قوات المغاوير” في الحرس بعمليات “بهلوانية” والتسلّق على جدران المنازل وجمع الأطباق اللاقطة من أسطح المنازل وحرقها وكسرها وحتى دهسها بالدبابات والمدرّعات في مراسم “رسمية” وبحضور ممثلين عن خامنئي وقادة الحرس، لكنه فشل في نهاية المطاف في تطبيق هذا المشروع ومنع أبناء الشعب الإيراني من استخدام الأطباق اللاقطة. واعترف وزير الإرشاد السابق علي جنتي بفشل النظام في هذا المجال وأعلن أن هناك أكثر من خمسين مليونا من الأطباق اللاقطة في إيران، ولا يمكن هدم هذه الكمية الهائلة، ولا ينفع إذا هدمنا حتى أكثر من مليون منها. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .