+A
A-

فيديو.. جينفر لورنس جاسوسة روسية في "العصفور الأحمر"

رغم مرور عقود على عصر الحرب الباردة والمواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي القديم، يبدو أن الموضوع لا يزال موضة سارية، حيث يعود بقوة إلى شاشات السينما من خلال فيلم "العصفور الأحمر" بطولة جنيفر لورنس.

تلعب النجمة الشابة في هذا الفيلم دور راقصة باليه سابقة تتحول إلى جاسوسة روسية "دومينيكا ايجوروفا، والتي تلقت تدريبا على أداء هذه المهام منذ نعومة أظفارها، وخاصة مهمة "القاتلة الحسناء". والفيلم مستوحى عن رواية الكاتب الأميركي جاسن ماثيوز، والتي حققت شهرة واسعة. عمل ماثيوز قرابة 33 عاما في إدارة العمليات بوكالة الاستخبارات الأميركية ثم تقاعد وتفرغ للكتابة.

حين تقع ايجوروفا في حب ضابط يعمل لدى وكالة الاستخبارات (سي أي إيه)، ويلعب دوره جويل ادرجارتون "المحارب"، "الموهبة"، "بريق"، "جاتسبي العظيم"، أمام ليوناردو دي كابريو. حينئذ تبدأ الراقصة الحسناء حياتها كعميل مزدوج، يطلق عليه في عالم الجواسيس "الكلب ذو الرأسين".

في أجواء سينمائية أقرب لأوروبا منها إلى الولايات المتحدة من أجل إضفاء مزيد من المصداقية على الأحداث، بدأ تصوير الفيلم في المجر عام 2017، ومنها انتقل إلى سلوفاكيا ثم النمسا، بالإضافة إلى بعض المشاهد في مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن.

تولى مسؤولية الإخراج فرنسيس لورنس، والذي حالفه الحظ للتعاون مع النجمة المولودة في كنتاكي في أربعة أعمال سينمائية: الأجزاء الثلاثة الأولى من سلسلة الأكشن والمغامرات "ألعاب الجوع"، والتي حققت نجاحا تجاريا مهما، أما المناسبة الرابعة فكانت إخراج الجزء الرابع من سلسلة الأكشن والخيال العلمي "الرجال إكس"، بطولة هيوج اكمان.

يشار إلى أنه بالإضافة إلى حصولها على الأوسكار في فيلم "العلاج بالسعادة" بطولة برادلي كوبر وروبرت دي نيرو، رشحت جنيفر لورنس أكثر من مرة لنيل جائزة الأكاديمية. وبالرغم من مظهرها الرقيق وملامح وجهها البريئة، إلا أنها تقدم هذه المرة واحدا من أكثر الأدوار عنفا وإثارة في مسيرتها الفنية، يكاد يقترب من أداء انجلينا جولي في فيلم "سولت"؛ وهو بالمناسبة من الأعمال التي تدور حول الجاسوسية في أجواء الحرب الباردة، مع الفارق أن جولي اعتادت تقديم أدوار تعتمد على الإغراء في أكثر من عمل، بينما لا تخلو مسيرة النجمتين من أدوار الأكشن. فكما قدمت لورنس ألعاب الجوع، قدمت جولي من قبل دور لارا كروفت في سلسلة الخيال العلمي والمغامرات "تومب رايدر"، مما يؤكد توجه هوليوود المستمر لاستنساخ نفسها من خلال معالجات متعددة تتمحور حول نفس الفكرة.

يقول المخرج "حينما قرأت السيناريو، كانت لورنس أول من تبادر على ذهني لأداء الدور، ففاتحتها في الأمر حتى قبل أن ننتهي من تصوير الجزء الأخير من "ألعاب الجوع"، لكي تتهيأ وتستعد لتجسيده". ويعتقد المخرج أن جاذبية الدور تكمن في أنه يجمع بين تكوين شخصيات كلا من جون لو كاريه مبدع روايات جاسوسية تحولت للسينما مثل "سمكري خياط جندي جاسوس"، و"نمطنا من الجواسيس"، وشخصيات إيان فليمنج مبتكر شخصية العميل البريطاني 007 أو "جيمس بوند".

كما يرى المخرج أن جنيفر لورنس كانت الأنسب لأداء هذا الدور، نظرا لأن ملامحها القوقازية الظاهرة تساعد كثيرا على أن تبدو كما لو كانت روسية، فضلا عن استعدادها القوي لتحمل متطلبات الشخصية وما يترتب من تبعات على ذلك. كما يرى أن أداء لورنس تطور بشكل ملحوظ منذ أن عرفها قبل عشرين عاما "لقد أصبحت الآن امرأة ناضجة"، يؤكد، كما يصفها بأنها شخصية تلقائية، وبالرغم من أنها لا تحب أداء الكثير من البروفات، تعرف كيف تدخل سريعا في مكنون الشخصية وتنفعل بصدق مع الدور.

يقع على جنيفر لورنس عبء الحفاظ على الإيقاع الحماسي المثير للعمل، فيما تعتقد هي أن التحدي الأكبر يكمن في قدرتها على جعل المشاهد متعلقا بكل تفاصيل ما تقوم به دومنيكا على مدار أحداث الفيلم، نظرا لأنها شخصية بالغة التعقيد، فبجانب الإثارة والأكشن العنيف، هناك أيضا جوانب الإثارة والإغراء. وبالرغم من أنها تدعي أنه جديد عليها، إلا أنها قدمت عام 2016 في فيلم "الركاب" وهو من نوعية الخيال العلمي والمغامرات مشهد جنسي كامل مع النجم كريس برات، وإن كانت قد شعرت بالذنب كثيرا بعد هذا المشهد لأنه كان رجل متزوج، مما اضطرها لدخول موقع التصوير مخمورة تماما لكي يبدو أداءها طبيعيا.

من ناحية أخرى أعرب المخرج عن سعادته لتواكب عرض الفيلم مع التحقيق المفتوح مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مدى تدخل الروس في السياسة الأمريكية، وتأثيرهم على نجاحه في الانتخابات الأمريكية، وبالفعل توجد جملة في الفيلم تؤكد أن الحرب الباردة لم تنته بعد، وأنها لا تزال من الأحداث المهمة في واقع السياسة الأميركية.

ومع ذلك، يظل معيار نجاح "العصفور الأحمر" مرهونا بحجم الإقبال الجماهيري وهو ما ينعكس على إيرادات الشباك، فيما يعول صناع الفيلم على رأي النقاد في جنيفر لورنس ويعتبرونها رهانا ناجحا، فبالرغم من أنها لا تزال في الـ27 من عمرها إلا أن النقاد يرون أنها نجمة واعدة، ولا يزال لديها الكثير لتقدمه على الشاشة.